معلمةٌ مطحونةٌ ( أنا) .. أخرج من غمار معركتي اليومية أنفض عن جسدي الواهن نقع غبارها القاتل..ألوذ بالظل أعلل النفس بنزرٍ يسيرٍ من راحة... تداعب أجفاني المنهكة خيالات تطوف بي مرافئ الدّعة.. هناك ..حيث تقبع عوالم التحضر والمدنية والحقوق..!! وفي غمرة الحلم الهانئ . ..تُرشق نافذة الروح بحجر أصم حُزّت به (الغلاصم) ونحرت به (الأوداج) ليتسرب نهرٌ من دماء، طالما تاقت لها مفازات الظلم والجور..!! أخبار ٌ تترى تزفّ في ثناياها بشائر الخير والعطاء لمن شاركني (مهنةً) و فارقني (جنساً).. ولا نصير!! صرخاتي المحمومة لا تطرق مسامع وزارتي .. بينما تزلزل أركانها خطواته العجلى .. وساعدٌ مفتول.. وصوتٌ مجلجل.. ينشد ضالته وينذر غريمه بالويل والثبور وعظائم الأمور.. وزارتي تلك التي تزنّرت بطوقٍ من سمو الرسالة وبياض الهدف ،، في حين (عجزٍ) مني.. تستبيح حقي وتغصبه لأنني ( أنثى).. تسحقُ ( الأضعف) وإن كان هو (الأحق) ليرضى عنها (الأقوى) وإن كانت كل مسوغاته أنه (الذكر)!! تكيل له بمكيالين وتتعاطى مع قضاياه التي أشاركه إياها بمبدأ التوريث (للذكر مثل حظ الأنثيين) ولا ميّتٌ يبكي هنا.. سوى (العدل والإنصاف)..ّّ!! وزارتي .. في خطوتها الجادة باتجاه مشهدٍ (تربويّ / إنسانيّ) حقيقي.. جاءت وفي أولى أولوياتها التقاط (منسوبيها) من لٌجج الفوضى والضياع فزادت طينة الظلم بلّة!! أقض مضجع مُصْلحيها أن لا تتساوى رواتب الدفعة الواحدة من ( الذكور) فامتدت لهم يد الفروقات بالآلاف المؤلفة بينما غضت ذلك الطرف (نفسه) عن من يتساوى راتبها مع من جاءت بعدها بخمس وست سنوات من (الإناث) ..!! *رجع صدى: يدور في خلدي سؤال يعبث بي في دهاليز معتمة،، ومامن إجابةٍ تلجِمه.. هل هم يفضلوننا في آدميتهم؟!!! أم يفوقوننا في وطنيتهم؟!! أم يسبقوننا في مجالنا عطاءً وإخلاصا؟!! ..... ويعود رجع سؤالي صدىً يخنق نظرة الإشراق والتفاؤل في مقلتي..!! فما زال ذكورنا وإن بلغوا من العلم شأوا تشدهم إلى قديم موروثهم الجاهلي أصفادٌ غليظة!!! ومافتئوا ينظرون إلى الأنثى بعين القصور والانتقاص فلا يليق بها من الأمكنة إلا ماتلا أعقابهم!! كتبته/ أمل عبدالله (عضوة حملة المعلمات الإنسانية لطلب المساواة مع المعلمين)