من نعمة الله علينا أن أدركنا هذه الأيام الفاضلة ( عشر ذو الحجة ) والتي ورد في فضلها وثوابها ما جاء في الكتاب والسنة والتي أظن أنه يعرفها الكثير من الناس ولكن قد يخفى عليه ما يعينه على القيام بها فأحببت أن أذكر بعض الأسباب التي تعين على الانتفاع منها ، وهي عشر أسباب : 1- استحضار فضلها وثوابها : الذي ورد في الكتاب والسنة فإذا علم المسلم أن الله أقسم بها (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (سورة الفجر الآيات 1 :2 ). فهذا يدل على عظمها وأهمية أجرها ، وإذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه العشر ). ليعطيه دافع قوى لأن يعمل ويجد في ذلك الفضل. فمعرفة قيمة الشيء تزيد في طلبه. 2- تمتع في العبادة : والمراد بهذا أن تعمل العبادة عن رغبة وطلب وأن تنوع العبادة من عبادة لأخرى فمرة تجتهد في النوافل ، وتنتقل إلى الصيام أو الأذكار ومرة إلى الصدقة وهكذا ، فهذا التنوع يعطى الإنسان المضمار الفسيح للعمل الصالح. 3- طبق السنن : على المسلم والمسلمة أن يستغل هذه الأيام في تطبيق السنن فتطبيق السنة مما يعين المسلم على العمل ، لذا كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان للأسواق ويكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكان عمر رضي الله عنه له فسطاط في منى فيكبر ويكبر الناس بتكبيره حتى ترتج منى من التكبير . 4- كن داعياً إليها : والمراد أن من دعي لشيء في الغالب يكون صاحب مبدأ وغاية فهو يكون خلاف غيره الذي لم يدعوا إليها ومن أراد الخير فعليه بالدعوة إلى أفعال الخير لينال الأجر والثواب. (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (سورة فصلت:33). 5- اقرأ السير : فقراءة سير الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فهذا مما يعين الإنسان على العمل ، فالنفس تحب الاقتداء والاهتداء بالآخرين ؛ فمن يقرأ أن سعيد بن تجبير أحد رواه الحديث في فضل العشر يتعبد الله حتى يكاد لا يقدر أحد أن يعمل مثله ، وكان السلف يجتهدون في هذه الأيام اجتهاداً كثيراً. 6- أنت في مسابقة : تذكر أنها مسابقة ومسارعة وهو ميدان فسيح فإياك ثم إياك أن تغبن فمن الناس من يسارع ومنهم من يتردد ويتأخر ومنهم من يتخلف. وفي أكثر من آية يأمرنا ربنا بالمسارعة والمسابقة والنتيجة لهذا جنة عرضها السموات والأرض. قال تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) . 7- شارك إخوانك : تذكر إنك تشارك وتلتقي مع إخوان لك في مكان مقدس وفي أرض مباركة وجاءوا من كل فج عميق فجد في العمل حتى تلتحق بهم وتكن مثلهم ، فلعل المشاركة مع الآخرين يعطيك دافعاً وحافزاً قوياً على العمل. 8- اذكر الموت : فذكر الموت مما يُعين عموماً على العمل فالإنسان لا يدرى متى يفاجأة الموت فربما تكون هذه الأيام هي آخر أيامه وإنما الأعمال بالخواتيم. قال تعالى : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )(سورة النساء: من الآية78). قال تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (سورة الزمر:30) 9- اجعلها انطلاقة : اجعلها انطلاقة وزاداً لك في حياتك فالفرص لا تتكرر ودائماً إذا كانت البداية قوية فهي تستمر قوية بإذن الله. 10- تفرغ لها : تفرغ للعمل الصالح واقطع عنك جميع المشاغل في هذه الأيام خاصة فالأشغال لا تنتهي ولا تنقطع وهذه الأيام إنما هي أيام قصيرة ومعدودة فشد المئزر واجتهد في العبادة واحرص على العمل فلا تدرى ما الذي يقبل من أعمالك. اسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويجعلها خالصة لوجه الكريم وصلى الله وسلم على نبيناً محمد أخوكم ومحبكم نواف بن عبيد الرعوجى المشرف العام على موقع علاقات الإنسان بالقصيم