أثارت عطالة وبطالة خريجي المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية دهشتي كثيراً.ومن المؤكد أن معظمنا ذلك المندهش,والعجيب أن نسبة ليست بالقليلة من هؤلاء يريدون إكمال دراستهم سواء الجامعية أو ما بعدها..ربما كانوا مخطئين بعض الشيء أثناء تحصيلهم العلمي من حيث الإخفاق في المعدل أوغير ذلك,فنلقي عليهم اللوم..ولكن الأمر اختلف!..نعم الأمر الذي لا يرضى به عاقل ولا يأنس به صاحب ضمير هو أنا وقد وجدنا جزء من هؤلاء يصطحبوا المعدلات العالية والنسب المرتفعة! ما هي المشكلة إذا؟ وأين تكمن المصيبة؟ إنني حينما أثير هذا الموضوع فلست أقصد من ورائه .مشكلة مجتمع معين,أوقضية شخص في دائرة حكومية,أو تظلم بسيط.إني أطرح قضية وطن..نعم قضية مجتمع بأكمله..قضية بشر استعمرهم الله في أرضه ليعمروها ..فحرمهم من لايخاف الله ليردوهم في مراحض الضياع والسفالة.. إن ما يحظى به صاحب الواسطة وهو الذي لايقل جزماً دخل عائلته عن متوسط دخل المواطن(وإلا كيف توصل للواسطة)..لايحظى به أهل الطموح والهمة العالية من أبناء العيشة المتواضعة(لعدم وجود الواسطة) لقد وجد البعض حين يسجل (الكترونياً)في جامعات غربية كل الترحيب والقبول,,وكأن جامعاتنا التي باتت طاردة لجل خريجي الثانوية..وجل مريدي مواصلة الدراسات العليا..ومانعة لأصحاب النبوغ ومحبي الاستزادة والتعلم قد احتلت المراتب الأولى في التصنيف العالمي لجامعات العالم. (نحن نعرف البئر وغطاءها)..جامعاتنا جملتها ليست للجميع , هي لفئة معينة ..قد تكون هذه الفئة مميزة ,ولكن هناك ماهو أميز ,ولكن ذاك مقدم على هذا ؛ لأن الأول وجد من يدعم صوته ولكل وجهة هو موليها.. يا جامعاتنا المقدسة..أين يذهب شاب المرحلة الثانوية من أصحاب المعدلات(التي لا بأس بها) مع شروطكم المثالية التي قد لاتنطبق إلا على(ساكني أورانس)من المتقدمين.. أين يذهب من يريد مواصلة الدراسة مع اختباراتكم الخنفشارية ,ومقابلاتكم النرجسية والذي يريد جلكم منها اصطفاء من يريد هو لا ماتريده سياسة البلاد-حفظها الله- العلم والتعلم من حق الجميع والوظيفة لمن يستحقها ؛والقطاع الخاص كفيل لمن نمت شهادته أن يوفر له مايريد..لكن لماذا يحتكر كل ذلك..إنكم حينما تفتحون مجالاً خصباً لمواصلة الدراسة وبطرق ميسرة كبعض الجامعات(التي حصلت على مراتب أولى في التصنيف العالمي) يسهل كثيراً على جل أهل الطموح أن تستثمر عقولهم,,وتوظف طاقاتهم في جزئهم الذي يرغبون.. لاكما نرى هذه الأيام من إقصاء جل المتقدمين من أجل ورقة ناقصة ,أوبيانات غير واضحة,أونتيجة اختبار لم تصل به للامتياز.أو عدم وجود تزكية علمية من خريج له من الجامعة مايربو على عشر سنوات,وكأن شهادته مزورة(ككثير من أعضاء التدريس الأجانب في جامعاتنا,والذين يستقبلون بكل حفاوة,وأبناء الوطن في قرى نائية.وبطالة متناهية.ونفوس بالية,وعقول فانية).. وقد صدق شوقي: أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس إنه نداء لجامعاتنا السعودية(افتحوا لنا التعلم والمواصلة,واتركوا الوظيفة لنا)..وشكراً. بقلم سعيد بن محمد آل ثابت كاتب ومدرب معتمد [email protected]