\"\"\"خطوة سبقتها خطوات في تخريب المصفر\"\"\" المسؤول في الماضي دمر الإرث التاريخي من بيوت الآباء والأجداد !!! والمسؤول في الحاضر يسعى لتدمير الإرث الصحراوي والبيئي الذي جاهد في الحفاظ عليه الآباء والأجداد !!! كيف هذا ؟ يعرف الجميع ما فعله المسؤول في الماضي من القضاء على كل رائحة تزكو بعبق الماضي مما لا فائدة من تكراره , فتقليب تلك المواجع يستهلك من أعصابنا وعواطفنا الشيء الكثير ولكني أذكرها إيماءة لما حدث من تدمير تراثنا العظيم بعنيزة على أيدي مسؤولين لم يكونوا سوى (موظفين) لا صلة لهم بمعنى كلمة (مسؤول) لا من بعيد ولا من قريب !! و لذا فكل ما أخشاه أن تصل الأمور بمسؤول الحاضر إلى ما وصلت بمسؤول الماضي فتجرده من مسؤول إلى موظف !! وهذه ليست لصالحه في المستقبل .. قد يعيها من ينظر للبعيد مبكراً , وقد يعيها عن قريب ولكن بعد فوات الأوان .. عندها لن ينفع الندم .. وكل ما يحدث من إجراءات خاطئة هي على حساب مجتمع هذا البلد الجميل في المقام الأول والثاني والثالث والألف !! والألف وواحد قد يكون على حساب المسؤول وهو بذلك أقل خسارة بنسبة كبيرة ! وأسوأ ما يشار به لهذا الموظف في المستقبل عندما يخطيء : هو أنه أخطأ ولم يكن مسؤولاً في يوم من الأيام , وهذه النظرة تعوّد المسؤول أن لا يلقي لها بالاً ؛ لأنها لاتحمل في طياتها محاسبة فعلية عن هذا الخطأ أو ذاك .. لذا أقول ويقول : سلامات ! أعود لمبدأ الكلام وهو أن التدمير البيئي والصحراوي لعنيزة سيحدث عندما يتم فتح طريق امتداد (الحمراء) وقد يستمر إلى أمد بعيد , فإن امتد الطريق باتجاه القبلة لمكان ما فهذه كارثة .. وإن امتد في النفود أو واصل إلى بداية المصفر ولو كيلا واحدا ؛ فسيعني هذا بأنه سيخترق منتزه صحراء المصفر البكر بشكل لا يرحم وسيكون مقدمة لكارثة ! فالطريق على أقل تقدير سيكون عرضه 40مترا ×1000 متر = 40 ألف متر مربع , وهذه سنفقدها من هذا المنتزه لصالح هذا الطريق , أيضاً المسافة الخدمية والتي لن تكون صالحة لغير الغبار لن تقل عن عشرين مترا على كل جانب من جانبي الطريق .. بمعنى 40مترا أخرى خدمة ستضاف على 40مترا للطريق تساوي 80×1000 متر =80ألف متر مربع يفقدها المنتزه , هذا فقط لمسافة كيلومتر واحد , وعلى هذا نقيس , فإذا كان طول الطريق أكثر من كيلومتر , ستكون الخسارة على المنتزه والمتنزّه ، ومما ذُكر أيضا أن الطريق سيتجه إلى يمين أو يسار مشروع البطحي ليرتبط بطريق الحفيرة , وهذا مؤشر لا يقل خطورة عن سابقه .. حيث سيؤدي ذلك في المستقبل إلى تقطيع الأراضي التي على ضفافه بدايةً إلى زراعية ومن ثم إلى سكنية , وتنطلق عندها سرطانات الاستثمار الوحشية في هذه المنتزهات الطبيعية الجميلة !! فضلاً عن ما سيحدثه الطريق من تدمير للغضا والبيئة البكر .. وهذا ما أجزم أنه سيحدث والمستقبل هو البرهان إذا تم تنفيذ هذا الطريق ! إن هذه المساحة التي توفر خصوصية وراحة وسعة لعدد لا يستهان به من المتنزهين .. سوف يحرمون منها من أجل رؤية : ( نبيه يوسع على طريق الحفيرة ) ! فكم شجرة غضا في هذه المساحة كانت شامخة منذ عشرات السنين ستجتث إلى الجحيم ؟ أعتقد أنه يصعب إحصاء الغضا المجتث ! والعجيب أنهم يتغنون بمشاتل الغضا وهاهم يسعون لتدمير أم المشاتل الطبيعية ! إنه بُعد نظر غريب عجيب مع احترامي لكل من يفكر بهذا ويوافق عليه . أحترم شخصه ولا أحترم نظرته وسعيه لتدمير البيئة من أجل رؤية : ((نبيه يوسع على طريق الحفيرة ))! فإذا كان المسؤول حقيقة يريد التوسيع على طريق الحفيرة , فعليه أن يستغني عن هذه المهرجانات التي لم تجلب إلا التدمير البيئي والفوضى وتلاشي الخصوصية و زوال (الرواق للمخيمين والكشّاته والمتنزهين ) إلى غير رجعة ! وهذا كله على حساب هذا المجتمع المضياف !! من أجل ماذا ؟ من أجل اكتساب لقب لا يتعدى قدره صفحات الجرائد ! يمنحه مسؤول يرى أنه على صواب .. ثم يذهب هذا اللقب مع موسمه المُجهد , لنبدأ موسما جديدا بعمل متواصل ومعاناة جديدة سعياً للقب جديد يتلاشى خلف ظلام الليالي والسنين كما تلاشى غيره من الألقاب عديمة المناعة .. ! ولكن المشكلة في النهاية من هو الخاسر الأول والأكبر وشبه الأوحد بسبب هذا اللقب المنشود ؟ إنه مجتمع عنيزة وبيئة عنيزة وجمال عنيزة وهدوء عنيزة وأمن عنيزة ورواق عنيزة وأسبرين أجواء عنيزة الرائعة .. هل يضحي المسؤول بكل هذا لمجرد طريق يرى - ومن منظاره الشخصي - أنه سيوسع على طريق الحفيرة ؟ ويتربع على صدورنا بضيقة الصدر مدى الحياة ؟ لذا يامسؤولينا المحترمين إذا كان ولابد من مهرجان للربيع فاجعلوه في الدائري الغربي أو الغميس الشمالي القريب للهلالية واعملوا خيراً في بيئة عنيزة وصحرائها الجميلة بإبعاد السيارات والدبابات التي دمرت وصحّرت ومازالت تدمر وسيزداد تدميرها ، أو اضبطوا النظام في طريق الحفيرة بشدة وحزم لا تراخي فيه .. يامسؤولينا المحترمين .. أريد أن أذكر بأننا لسنا بجوار الصحراء الكبرى أو الربع الخالي أو الدهناء بمساحاتها الشاسعة .. (عندنا كم كيلو عليهن خطر من كل النواحي ) ! ولكي يتضح للجميع أن المسؤول الذي لايستشير يخطئ في الغالب ويضر بسبب خطئه مجتمعا بأكمله, فإني أذكر المسؤولين – كذلك - بأنهم أخطؤوا على عنيزة وأهلها عندما سعوا جاهدين لجلب (المركز الرئيسي للطواريء في منطقة القصيم ) ليكون موقعه في محافظة عنيزة ؛ في الوقت الذي نجد فيه العالم المتحضر يسعى جاهداً لإبعاد كل ماله علاقة بالمدن العسكرية أو القواعد عسكريه بعيدا بعيدا عن مراكز المدن , أما نحن – وللأسف- فنفخر ونتباهي بأننا استطعنا إقناع هذه الجهة العسكرية لتتربع في محافظتنا بكل ترحاب ! ملاحظة : لماذا لا ترغب المجتمعات القروية والمدن الصغيرة بالمناطق العسكرية ! لأنها لا تجلب إلا الفوضى وما بعد الفوضى , وهي توصف بمرض معين - لا حاجة لذكره -لشدة تأثيرها السلبي على ثقافة المجتمعات التي تحطّ قريبا منها قرب المواقع السكنية المدنية ؛ وما أذكره من مخاوف سترى بالعين المجردة وليست تحت المجهر , إلا إذا راجع موظفو هذا البلد أنفسهم , وأصبحوا مسؤولين حقا , فأبعدوا قاعدة الطوارئ هذه خارج محافظة عنيزة ؛ حفاظا وحماية لثقافة المجتمع من التغير السلبي الذي لا تحمد عقباه ، ولو استفتي مجتمعنا بقبول أو رفض هذا الجهاز ؛ لما تمت الموافقة عليه بالأغلبية العظمى . ملاحظة أخرى : آمل من المسؤول أن لا يدعي أنه الحريص الأول في المدينة على منطقة المصفر أو الغميس باتخاذه إجراءات اتضح للجميع نجاحها في المحافظة على الغضا , تلك التي تتمثل بإخراج الإبل والأغنام من منطقة الغضا , وكذلك تطبيق مبلغ ال500ريال على المخيمين كتأمين لضمان الحفاظ على النظافة فهذا كله رائع , ولكنه لم يأتِ من وعي مسبق عند المسؤول ، بل جاء نتيجة جهد تراكمي سابق من التوعية والإقناع عمل عليه مجتمع عنيزة الواعي منذ سنوات طويلة , مشيرين إلى ما تخلفه الإبل والأغنام من ضرر كبير على الغضا ، ودعوتهم كذلك لضمان مبلغ التأمين على أصحاب المخيمات للحفاظ على منطقة الغضا نظيفة , فمنذ سنين طويلة والمجتمع الواعي يدعو ويحث المسؤول على ذلك , إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه من اتخاذ القرار الرائع الذي يشكر عليه من سعى في إصداره ومن ساهم في تنفيذه. وختاما .. أذكر بهدم تراث عنيزة من بيوت الجديدة والمسهرية ومن ثم الخريزة والعقيلية والجوز تلك البيوت التي يُتباهى بها ويُفتخر بها في نجد كلها حيث كان لها تاريخ مضيء أطفئ بقرارات شخصية من قبل – موظفين- وأصبحت تلك المعالم الشامخة مجرد ركام يقول عنه الشيبان : (إن طينة هالبيوت ما مثله للخضرة والبرسيم يبدأ إيثلم المخالب من نشطه !!!) ثم إنه بعد كل هذا الهدم والتدمير , أصبحت مواقع تلك المنازل الأثرية مواقف مجانية وتوسعة لوسط البلد على حساب من بذلوا دماء قلوبهم في إنشائها !!! ( خوش والله !!) فيه كرم أهل مدينة أحسن من كذا ؟ والآن فقط أصل إلى نتيجة : أن المجتمع مصاب بالذهول لفقده تراثا لاشبيه له في إقليم نجد بشخطة موظف – غير مسؤول - !! وأفضل مافي قرار هذا الموظف غير المسؤول أنه- وأكرر- يعرف ونحن نعرف , أنه لن يحاسبه أحد تجاه هذه الجريمة بحقوق الأجيال !! لذا لا أريد أن نتحسر في يوم من الأيام على تدمير \"المصفّر\" لا سمح الله , بعد فوات الأوان . وختاماً .. لاأنسى أن أشكر وأثني على جهود المخلص النجم أبو نجم (( عبدالله العبدالرحمن )) ومن معه على الجهد الكبير الذي يسعون فيه لتغيير مسار أبراج الطاقة الكهربائية التردد العالي 380 ك.ف والتي لو تمت ستكون بحق تشويه متعمد وكارثة كبرى على صحراء المصفر والغميس بكامله . .. ( آمل أن تخيب توقعاتنا بخيبة في تنفيذ هذا الطريق ) . محب عنيزة -