المتأمل في الحوار الذي دار بين شيخ الأزهر والفتاة الأزهرية المحجبة ليعجب أشد العجب أن يكون هذا منهج الشيخ في الحوار. فإذا كان من يعتلي قمة الهرم الديني في مصر لا يمتلك مهارة الحوار فهذه مصيبة. وان كان فضيلة الشيخ لا يستشعر دوره كممثل للإسلام ليس فقط في مصر بل في العالم فالمصيبة ولعمري أكبر. فإذا كنا نطالب بغرس ثقافة الحوار في نفوس الناشئة والعامة فما هو حالنا وهذا الرمز الديني الذي يبلغ من العمر إحدى وثمانين سنة يتكلم مع هذه الفتاة بهذه الطريقة. حيث بدأ كلامه للطالبة بقوله: « النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟»!. ولم تجادله الطالبة لتعبر عن وجهة نظرها بل امتثلت لأمره وخلعت النقاب. والى هنا يبدو الأمر عادياً. لكن المصيبة فيما بعد ذلك. حيث قال معلقاً على شكل الفتاة بعد خلعها النقاب « أنتِ كده أمال لو كنت جميلة شويه كنت عملتي إيه؟ «. وهنا نحن أمام حالة اعتراض على خلق الله من ناحية وتحطيم لمعنويات هذه المراهقة. حيث نعلم أن أهم ما على الفتاة المراهقة هو الثناء على شكلها. حيث تجد فيه تحقيقاً لأنوثتها. فكيف بحال هذه الفتاة التي تم التجريح في شكل وجهها وبطريقة تهكمية أمام زميلاتها ومدرساتها والوفد المرافق للشيخ. نعم قد لحق بها أذى نفسي كبير يجب على الشيخ معالجته بالطريقة المناسبة. فمن الأشياء التي يجهلها فضيلته أن فترة المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الشعور بالذات وتبلور التفكير الاجتماعي والميل للمجتمع. وهنا ينصح المختصون بغرس الثقة وتعزيز الانتماء الاجتماعي في هذه الفترة . ولا اعتقد أن ما قام به الشيخ يصب في هذا الاتجاه. بل على العكس تماما . حيث ستؤدي هذه الحادثة إلى فقدان الثقة في النفس وتضعف الانتماء الاجتماعي لدى هذه المراهقة. بل قد تكون هذه الحادثة سبباً في نفور هذه المراهقة من دينها. ولم يقتصر الأمر على الطالبة. بل كان للأستاذة نصيب من الاهانة على يد الشيخ. حيث حاولت المدرسة تبرير لبس الطالبة للنقاب في الفصل. فقالت: «الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل». ثم عبرت بلسانها عن مالم تستطع الطالبة قوله للشيخ. فقالت: « وبعدين النقاب إن لم يكن فرضًا فإنه لا يؤذي أحدًا وهو على الأقل حرية شخصية». فكان رده: «قلتُ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي»! فياعجبي. هل من حق أي إنسان احتكار العلم والمعرفة؟ هل من حق أي إنسان مصادرة آراء الآخرين؟ بل ورميهم ومن خلّفوهم بالجهل. النقاب حرية شخصية. يجب احترام من قرر ارتداءه. والحوار والإقناع من الأمور الهامة لا سيما في أمور الدين. والشيخ يجب أن يتحلى باللين إذا أراد قبول رأيه. قال تعالى: «ولو كنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك». ممثل للإسلام ليس فقط في مصر بل في العالم فالمصيبة ولعمري أكبر. فإذا كنا نطالب بغرس ثقافة الحوار في نفوس الناشئة والعامة فما هو حالنا وهذا الرمز الديني الذي يبلغ من العمر إحدى وثمانين سنة يتكلم مع هذه الفتاة بهذه الطريقة. حيث بدأ كلامه للطالبة بقوله: « النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟»!. ولم تجادله الطالبة لتعبر عن وجهة نظرها بل امتثلت لأمره وخلعت النقاب. والى هنا يبدو الأمر عادياً. لكن المصيبة فيما بعد ذلك. حيث قال معلقاً على شكل الفتاة بعد خلعها النقاب « أنتِ كده أمال لو كنت جميلة شويه كنت عملتي إيه؟ «. وهنا نحن أمام حالة اعتراض على خلق الله من ناحية وتحطيم لمعنويات هذه المراهقة. حيث نعلم أن أهم ما على الفتاة المراهقة هو الثناء على شكلها. حيث تجد فيه تحقيقاً لأنوثتها. فكيف بحال هذه الفتاة التي تم التجريح في شكل وجهها وبطريقة تهكمية أمام زميلاتها ومدرساتها والوفد المرافق للشيخ. نعم قد لحق بها أذى نفسي كبير يجب على الشيخ معالجته بالطريقة المناسبة. فمن الأشياء التي يجهلها فضيلته أن فترة المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها الشعور بالذات وتبلور التفكير الاجتماعي والميل للمجتمع. وهنا ينصح المختصون بغرس الثقة وتعزيز الانتماء الاجتماعي في هذه الفترة . ولا اعتقد أن ما قام به الشيخ يصب في هذا الاتجاه. بل على العكس تماما . حيث ستؤدي هذه الحادثة إلى فقدان الثقة في النفس وتضعف الانتماء الاجتماعي لدى هذه المراهقة. بل قد تكون هذه الحادثة سبباً في نفور هذه المراهقة من دينها. ولم يقتصر الأمر على الطالبة. بل كان للأستاذة نصيب من الاهانة على يد الشيخ. حيث حاولت المدرسة تبرير لبس الطالبة للنقاب في الفصل. فقالت: «الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل». ثم عبرت بلسانها عن مالم تستطع الطالبة قوله للشيخ. فقالت: « وبعدين النقاب إن لم يكن فرضًا فإنه لا يؤذي أحدًا وهو على الأقل حرية شخصية». فكان رده: «قلتُ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي»! فياعجبي. هل من حق أي إنسان احتكار العلم والمعرفة؟ هل من حق أي إنسان مصادرة آراء الآخرين؟ بل ورميهم ومن خلّفوهم بالجهل. النقاب حرية شخصية. يجب احترام من قرر ارتداءه. والحوار والإقناع من الأمور الهامة لا سيما في أمور الدين. والشيخ يجب أن يتحلى باللين إذا أراد قبول رأيه. قال تعالى: «ولو كنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك». د. فهد العبري