رأس المال الذكي ! لا يزال عدد من المنظمات الحكومية لديها قصور في نظرتها نحو مواردها البشرية أو ما يسمى في العصر الحالي برأس المال الذكي ، فهي تقف عاجزة أمام فهم واستيعاب مدى أهمية هذا العنصر الرئيس والذي لا يمكن لأي عمل مهما اختلفت آليته أن يتم ويحقق الأهداف المنشودة إلا عن طريق جهوده الإنتاجية بمختلف مستوياته وأطيافه داخل المنظمة ولاشك جميع القادة الإداريين ومن هم يعتلون قمة الهرم التنظيمي في أي جهة حكومية، خاصة في العصر الحديث يدركون - نظراً لتغيّر الرؤى والوعي لدى المستفيد من الخدمة، أن دورة العمل الصحيحة لا تكتمل إلا بوجود ثالوث من العناصر ، فبجانب عنصرالموارد المالية اللازمة لتحقيق الأهداف بالصورة الأنسب وبكفاءة وفاعلية تامة ، يأتي عنصر التقنية الذي يسهم بشكل كبير في توفير عامل الوقت وإبراز مستوى الجودة في الخدمة ،و العنصران السابقين لا يمكن أن يتحققا إلا بوجود العنصر الأهم في الوقت المعاصر ألا وهو الموارد البشرية. إلا أن العنصر البشري داخل التنظيم وحتى خارجه لديه متطلبات واحتياجات فاقت ما تطرق له العالم(Abraham Maslow) في نظريته عن هرمية الحاجات، لأنه ما تم النظر لها بشكل جديّ ومن خلال تفعيل الاتصال الفعال بشتى أنواعه داخل الهرم التنظيمي ولامس فعلاً احتياجاته ، فإنه بالتالي سيعود نفعه بالدرجة الأولى على المنظمة من خلال التفعيل الإيجابي للإنتماء التنظيمي له وتوجيهه بشكل فاعل نحو أهداف التنظيم. فالإنتماء التنظيمي كتطبيق هو عملية متبادلة، واعتبار العامل وحسب النظرية البيروقراطية (كالآلة) هو زمن قد نُبذ من قبل الأساليب الحديثة في الإدارة. وإن من أبرز ما يواجه عنصر الموارد البشرية من تحديات حالية هي انعدام أو ضعف الحوافز بشكليها المادي والمعنوي داخل التنظيم، أو اقتصارها على عدد محدد ومحدود من الأشخاص، إضافة إلى النظرة المسبقة والشائعة لدى المديرين عن الكوادر البشرية بأنها تمثل نظرية اكس (X) للعالم ( (Douglas McGregor والتي تسرد العديد من السلبيات كعدم قدرة الكادر البشري على تحمل المسئولية، وعدم الجدية في العمل، وأنه كسول لا يريد العمل ، وغيرها مما يسبب في خلق انطباع سلبي عن الكوادر البشرية في التنظيمات قبل وأثناء شغله للمنصب. إضافة إلى ضعف الاتصال الإداري في التنظيمات ووجودها فقط بشكل آحادي الاتجاه من أعلى الهرم إلى أسفله دون اكتراث لمتطلبات واحتياجات الكادر البشري ومحاولة تذليل المعوقات التي تواجه أمر بات واضحا. إن هذه التحديات وغيرها تجعل القائد الإداري أحياناً لا يبادر ويكون لهذه المبادرة دور فاعل ودويّ في توفير الاحتياجات اللازمة والتي أصبحت أمر ملح وأساسي في التنظيمات المعاصرة لتحقيق أهدافها ورسالتها بفاعلية. أ.سلطان بن سليمان الحوشان عضو هيئة تدريب [email protected]