قال الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء البراك في مقابلة له مع جريدة الجزيرة بعد كارثة الكهرباء في بداية الصيف قال : (نحتاج إلى 330 مليون ريال ولمدة 10 سنوات ليكون لدينا كهرباء تغطي المملكة وبطريقة جيدة وبدون حدوث انقطاع مرة أخرى) وقال العواجي وكيل وزارة الكهرباء والماء بعد حدوث انقطاع الكهرباء عن القصيم في بداية الصيف بعد الزيارة التي قام بها وفي مقابلة مع إحدى القنوات قال : (لدينا خمسة مليون مشترك وأن 60% من الفواتير لا تتجاوز مئة ريال) . وقال : أن إمكانيات شركة الكهرباء محدودة ولا تستطيع توسيع مرافقها . دعونا نقف عند كلام المهندس علي البراك الذي عايش الشركة منذ وقت طويل عندما كان مهندساً صغيراً في شركة كهرباء القصيم ثم مديراً لها ثم تدرج بالمناصب حتى وصل إلى مدير عام شركة الكهرباء بالمملكة . يعني أن المهندس البراك يعرف خفايا الشركة وأسرارها ويعرف أيضاً أن التوسع في إنشاء المشاريع للشركة قد توقف منذ كان غازي القصبي وزيراً للكهرباء . لما كانت البيوت مبنية من الطين ، وحجم المدن صغيرةً جداً ، وليس هناك مشاريع تنموية ولا يحزنون . وطوال هذه المدة وشركة الكهرباء (على طمام المرحوم) بالرغم من التوسع الهائل في جميع النواحي والآن تكلم سيادة المهندس وأنطقه الله سبحانه وتعالى بكل شفافية . ووضع الناس أمام الواقع . أمام الكارثة الكبرى التي لا يمكن إصلاحها . فالوقت متأخراً وأصبح المرض في مراحله المتأخرة ولا أدري لماذا هو ساكت طوال الثلاثين سنة الماضية. ويأتي الآخر وكيل الوزارة ليقول كلاماً مخالفاً تماماً ويقذف إلينا بحزمة من الأكاذيب الساذجة ، ولا أعرف هل هو يكذب على نفسه أم على الناس . وأحب أن أذكره أن الناس لم يعودوا سذجاً . بل يحللون ويفكرون ، ويدركون الغث من السمين . لم يعد شعبنا ذلك الشعب البسيط الذي تنطلي عليه الكلمات الساذجة ، الذي يقذفها المسئول ويهرب بسرعة .كٌنت أشاهده وهو يتكلم وأضحك عليه لكثرة المطاب الذي وقع فيها . دعونا نستعرض كلامه الذي قال. يقول 60% من الفواتير أقل من مئة ريال ، هل هذا معقول وإذا كان هذا معقولاً . فإن الكهرباء ليس لها استهلاك كبير وأن الكهرباء باقية ولم تستهلك وهذا يناقض كلام البراك تماماً وقال أنه يوجد لدينا خمسة مليون مشترك . لو تجاوزنا هذه الكذبة وقلنا أن متوسط الفاتورة 200ريال فقط لأصبح لدينا شهرياً مليار ريال . ليكون في نهاية العام 12مليار ريال . أين تذهب هذه الأموال يا سيادة العواجي . وأحب أن أذكره أن الدولة أيضاً تدفع معونة سنوية لشركة الكهرباء. لا أدري أين يريد أن يهرب العواجي بهذا الكلام . هل لدينا فائض بالكهرباء كما قال ولكن الاستهلاك ضعيف . أم أن المبالغ لا تغطي المصاريف. لا أدري إلى أين يريد أن يهرب . ولكنه بالتأكيد يهرب إلى الأمام . وزاد يقيني عندما رأيت هذا الإسراف في كحلة العين التي وضعها في عينيه . وجعلت عينيه تسيل دموعاً أمام المشاهدين . كانت هذه طريقته الوحيدة في الهروب من أعين الناس ولكنها لم توفق. أسمعوا ماذا قال وزير الكهرباء العراقي في مقابلة له مع التليفزيون قال : (أننا عمدنا شركة (جنرال موتورز) ، في بناء محطتين كهربائيتين لتغطية عموم العراق بمبلغ أربعة مليار دولار ولمدة سنتين . ليصبح العراق بعد ذلك يملك بنية أساسية لمدة طويلة). أربعة مليار يعني بالريال السعودي 15 مليار ريال لتغطية العراق بمحطتين ومن شركة تعتبر من أفضل الشركات بالعالم . والبراك يطلب ثلاث مئة مليار ريال , وليس هذا فقط وإنما لمدة عشر سنوات . والعراق كما نعرف أكثر منا سكاناً . وأقل منا في بنيته الأساسية لأنها كانت مدمرة تماماً. يا سادة :- التنمية ليس كلاماً فقط . ولا يمكن أن تكون هناك تنمية وتوسع على نطاق واسع , إلا بعمل بُنية أساسية قوية . تبدأ قبل التنمية . وتأخذ باعتبارها استراتيجيات عامة في الدقة .( كهرباء – ماء – طرق – اتصالات – تعليم – اقتصاد ). كلها إستراتيجية ضخمة . يوضع لها الخطط سلفاً بحيث تسير أمور التنمية على أحسن ما يرام . إن كان هذا وإلا سوف تنقلب التنمية على رؤوس أصحابها . وتصبح نقمة لا يمكن الخروج منها . التنمية ليست دفع مبالغ طائلة فقط , وإنما متابعة وتحري . وأهم شيء هو قطع يد الفساد نهائياً . ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب . ولا نحتاج إلى مسئولين يسملون عيونهم بالكحل هروباً من عيون الجماهير . ودمتم موسى النقيدان [email protected]