لعل الإجازة بدأت عند البعض وستبدأ عند الكثيرين في الأيام المقبلة ولعل وجهات الاستمتاع قي هذه الإجازة ستختلف وفق الرغبات فهناك من يبحث عن الطبيعة والأجواء المعتدلة في ظل درجات الحرارة العالية وهناك من سيبحث عن مناطق التسوق وهناك من سيبحث عن إشباع شهواته خاصة تلك التي لا تتوفر في مجتمعاتنا ولله الحمد وفي الاتجاه المقابل هناك من ستكون وجهتهم تجاه الحرمين الشريفين أو لدورات تحفيظ القرآن والدروس العلمية وهناك من ستمضي الإجازة وهو يوزع (الرفدات ) في حفلات الزواج –أعانه الله- . ولعل الوجهة والبلد المقصود في السفر يبين ما هي رغبة المسافر ، والعبرة في ذلك بالخواتيم فستمضي الإجازة ، وتبقى تبعات هذه الإجازة وهل هي بالفعل نعمة أم نقمة ووبال على الشخص ؟. ولعل معظمنا يعاني من عدم تنظيم الإجازة مما يجعلنا دائما نستغرب كيف انقضت وفيما انقضت ! والتنظيم هو عنصر أساسي للاستمتاع بها ، حيث لا نثقل كاهلنا بالمصاريف ولا نضيق على أنفسنا في أوقات محدودة ونحن نملك سعة من الوقت. ولكن ثمة أمر مهم وهو سفر بعض العائلات إلى خارج المملكة ، وهذا بلا شك لا يحتمل الصواب كثيرا إضافة إلى الرأي الديني في حرمة كشف وجه المرأة إلا للضرورة ، والأهمية تكمن في الخطر الذي تتعرض له هذه الأسر خارج المملكة ولعل كل صاحب جواز وأنا منهم لديه أكثر من قصة واقعية رآها بعينة وما مدى معاناة العائلات السعودية خارج المملكة من المضايقات والاعتداء والإيذاء والخوف ، وأقلها عدم وجود العوين غير الله في حال تعرض رب الأسرة لأي مكروه. . ومن أقرب القصص للذاكرة قصة رحلتنا المنكوبة في عبارة السلام ومدى معاناة الأسر السعودية التي كانت معنا في الرحلة بعد أن فقدوا رب الأسرة - مشهد أبلغ من الوصف- ومن القصص التي وقفت عليها أيضا في غابة في سلانقور بماليزيا عائلة تتنزه لم تجد من يسعف زوجها المكسور إثر سقوطه في الغابة . وفي صلالة في غابة اتين عريس سعودي يهرب مسرعا بعد أن أحس بالخوف بعد أن علقت سيارته قي طريق مسدود في ساعات الصباح الباكر . أين المتعة مع الخوف- عجبي- والقصص كثر عن حجم المضايقات التي تعاني منها الأسر السعودية خارج أسوار المملكة . **السفر مع الأسرة فيه اكتشاف لمواهب أفرادها وفرصة لتقارب ذواتهم وشخصياتهم في ظل عصر تعيشه الأسر عنوانه الانشغال وسطوره مليئة بالغموض, ورب الأسرة أيضا يمكن أن يرسخ أشياء كثيرة ومفاهيم وقيم عالية من خلال سفره مع أبناءه . . ** ذكر الشيخ عبدالوهاب العمري حفظه الله في خطبة الجمعة بجامع النور أنه تلقى رسالة من امرأة تريد حلا لمشكلتها الكبرى بعد أن اكتشفت إصابة زوجها بمرض الإيدز . فلشبابنا و شيبنا المغادرون للحدود بحثا عن إشباع الشهوات اتقوا الله في أسركم وللعلم فقد أثبت الأطباء أن جميع الطرق التي تستخدم للتحايل من الإصابة بمرض الإيدز لا تتعدى نسبة التصدي فيها ال70% أي غير مضمونة. أخيرا : أكثروا من الدعاء في السفر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاث دعوات مستجابات دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ) حديث حسن. محمد آل مشوط محرر ثقافي بصحيفة عكاظ