اختلف كثير من المهتمين والمتابعين والمشتغلين بأمور السياحة في بلادنا حول أهمية السياحة الداخلية ، فالبعض أكد على أهميتها والبعض الآخر قلل من أهميتها والبعض شدد على ضرورة الاهتمام بهذا المردود الاقتصادي، فالسياحة الداخلية كما يقول بعض خبراء السياحة يمكن أن تؤدي إلى حل مشكلة البطالة وتزيد من دخل كثير من الأسر الفقيرة ويمكن أن تكون رافداً مهماً من روافد الاقتصاد في المرحلة القادمة ويمكن أن تسهم إذا وجدت الاهتمام المناسب لها من الجهات ذات العلاقة بأمور السياحة بأن تكون الأمل القادم لتنوع الاقتصاد الاجتماعي . وحيث يلجأ الكثير منا للسفر إلى خارج المملكة ولكننا نفاجأ بأن تلك الدول سواء عربية أو أجنبية لا تختلف فيما لديها من مناطق ومراكز سياحية أو ترفيهية، سواء من مبان أو أسواق أو فنادق عما تزخر به مدن المملكة، إلا أن الشيء الوحيد الذي نفتقده هو تعاملنا واحترامنا وحبنا كمواطنين لبعضنا بعضا ولإخواننا من الدول الصديقة وافتقادنا احترامنا للأنظمة والقوانين. وحبنا للتدخل في حريات وخصوصيات الآخرين، وكأننا أوصياء عليهم . فالسياحة هي القطاع الوحيد الذي يتعلق بكل الناس وفي أي بلد... فالسائح ومنذ لحظه دخوله المدينة التي يقصدها تبدأ العلاقة بموظف الفندق والعاملين فيه، ومن ثم الأسواق، وكل واحد من أولئك يمكن أن يعطي للسائح انطباعاً سلبياً أو ايجابيا عن مدينته ، وبالتالي كلما كان وعي المواطن بأهمية دوره ، وبضرورة هذا الدور وتفعيله لصالح السياحة ، كلما أنعكس ذلك زيادة في أعداد السياح و إنفاقهم وبالتالي انعكاس إيجابيا على الوطن واقتصاده... لكننا للأسف نلاحظ وفي الكثير من المدن افتقاد المواطن للوعي بأهمية دوره في تطوير قطاع السياحة من خلال تعامله غير الحسن مع السياح، وكل ذلك يؤثر سلبياً على انطباع السائح عن البلد الذي يزوره في الوقت الذي كان يمكن أن يكون فيه سفيراً لهذا البلد الذي زاره، لكنه وأمام ما يعانيه ويعايشه من سلبيات يمكن أن يصبح بوق دعاية معادٍ له مما يفقد البلد سمعته، ويمتنع السياح عن زيارته!.. لذلك مطلوب أن يكون للمواطن دور، وهذا يعني ضرورة نشر الوعي السياحي بين مختلف شرائح المواطنين بأهمية دورهم وما يمكن أن يؤدونه في خدمة القطاع السياحي .. والمسألة الأخرى التي يمكن الحديث فيها في هذا المجال هي أننا وعندما نجد حفرة في شارع يؤدي لمنطقة سياحية، أو افتقار هذه المنطقة لبعض الخدمات، أو عدم الاهتمام بالنظافة...إلخ، نسأل:أين الهيئة العامة للسياحة ؟.. مع أن الهيئة العامة للسياحة ليست المعنية بخدمات النظافة، أو الحفاظ على البيئة، أو تسوية الطرق والأرصفة أو غير ذلك من قضايا خدمية هي مسؤولية البلديات، مع ذلك نسأل... ونكرر السؤال: أين الهيئة العامة للسياحة ؟.. أيضاً إذا لم تكن المواقع السياحية مخدومة وفيها ما يمكن أن يلبي حاجة السائح أو الزائر، نكرر السؤال: أين الهيئة العامة للسياحة ؟... مع أن هذا يمكن أن يكون من مهام مديريات الآثار والبلديات معاً!.. لذلك من المهم أن تأخذ كل تلك الجهات دورها من خلال القيام بواجبها الذي يتكامل مع دور وواجب المواطن... ودور الهيئة العامة للسياحة... لكن هل يكفي أن نقول أن على المواطن أن يأخذ دوره وعلى الجهات البلدية أن تأخذ دورها، وعلى غيرها من الجهات أن تأخذ دورها أيضاً ونكتفي، أم يجب أن يكون ثمة دور الهيئة العامة للسياحة ، وإمارات المناطق وأماناتها ومجالسها البلدية المغيبة تماما عن هذه المهمة ؟!.. كيف؟.. لذا لزاما أن تبادر الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع المواطنين واماراء المناطق لنشر ثقافة الوعي السياحي سواءً من خلال الإعلان، أو من خلال دورات تطوعية، كذلك يمكن لرجال الأعمال والغرف التجارية أن تساهم بدورها في تأهيل المواقع السياحية على سبيل المثال، لكن من المهم تعميم ذلك كي يكون لكل مواطن دور، ولكي ينعكس ذلك على الوطن... وعلى السياحة، فتسمو سمعة الوطن، وتزدهر السياحة . إذ لابد أن يكون دورنا أساسي ونتعايش مع بعضنا البعض كما نفعل في الخارج . ويبقى السؤال الكبير : فهل يغير هذا الصيف تفكيرنا ويغيرنا للأفضل ويساعدنا على إلغاء فكرة السفر .. والهروب من الوطن! أم نبقى والصيف ضيعت اللبن! أخوكم عبد الله بن عبد الرحمن سليمان العايد جدة [email protected]