أبدأ معك بهذا الموقف الطريف.. أحدهم يقوم بتوصيل شقيقته إلى الجامعة صباح كل يوم ويأخذها بعد الظهر وفي يوم من الأيام ذهب ليحضرها كعادته ومعها زميلة لها تأخرعليها السائق فاضطرت للركوب معهم لتوصيلها إلى منزلها الكائن على طريقهم رحب الأخ بهذه الضيفة فهو شهم كريم ركبت الأخت والزميلة وفي طريقهم إلى المنزل تعرضوا لمضايقة مرورية غير مقصودة من أحد السائقين عندها قامت قيامه الأخ الشهم الشجاع وقام بمطاردة صاحب السيارة وإيقافه على جانب أحد الطرق السريعة ونزل بسرعة وشقيقته تتوسل إليه بأن يستعيذ بالله من الشيطان فالأمر لا يستدعي هذا الانفعال , قال لا هذه الأجناس من الناس تحتاج لتربية وسأعلمه كيف يحترم الآخرين وعندها كانت المفاجأة التي لم يحسب لها حساب عند نزول صاحب السيارة الأخرى فإذا به رجل ضخم الجثة طويل القامة مفتول العضلات الشرر يتطاير من عينيه وقف الأخ الشهم الشجاع ! لا تحمله قدماه من هول المفاجأة ولكنه في هذه اللحظات الحرجة استخدم العقل وبكل ذكاء ابتسم ابتسامة الرضا واندفع تجاه الجمل الهائج يوزع القبلات الحارة على كل ما استطاع الوصول إليه من جسمه ويطلب العفو والسماح استغرب الرجل هذا التصرف وحمد الله وركب سيارته وذهب. أما الأخ الكريم الشهم الشجاع فعاد إلى شقيقته وزميلتها وهو يبتسم ابتسامة عريضة ويقول سبحان الله ما هذه المفاجأة تعرفون من كان هذا الرجل؟ هو زميل دراسة قديم لم نتقابل منذ فترة طويلة مصادفة جميلة أليس كذلك؟ الحمد لله ما غلطنا على الرجال!! أخي الكريم: إذا أزعجك أحدهم بالكشافات العالية يطلب منك أن تفسح له الطريق فافعل ودعه وشأنه. إذا تجاوزك أحدهم بسرعة جنونية وأجبرك على اعتلاء أحد الأرصفة فدعه وشأنه. إذا قطع أحدهم الإشارة الضوئية وكاد يسبب لك وللآخرين حادثا مروعا فدعه وشأنه. إذا تلفظ عليك أحدهم بكلمات نابية بسبب اندفاع سيارتك نحوه بالخطأ فدعه وشأنه إذا خرج عليك أحدهم من فتحة بالحواجز الخراسانية ورفع لك الضغط والسكر فدعه وشأنه. إذا تطامر عن يمينك وعن شمالك سائقو الليموزين لاختطاف زبون يقف على الرصيف فدعهم وشأنهم.. هنا أخي الكريم ستقول لي ما هذه المثاليات والتنازلات عن حق من حقوقي لا وألف لا لن أتنازل مهما كانت النتائج أين كرامتي وأين رجولتي وأين كبريائي وأين وأين .. هنا أقول لك قف وتأمل معي ما يلي: كم من دماء هدرت بسبب أحد المواقف المذكورة . كم من رقاب قطعت بسبب أحد المواقف المذكورة . كم من سجين خلف القضبان بسبب أحد المواقف المذكورة . كم من طفل يتيم وامرأة ترملت بسبب أحد المواقف المذكورة . يا أخي الكريم كرامتك ورجولتك وكبرياؤك ووو على العين والرأس لا أحد يرضى أن تمس كرامته ورجولته لكن ما هي النتائج ؟ كن عاقلا الله جل وعلا منحك عقلا لتزن به الأمور وإذا لم تستخدمه في مثل تلك المواقف فمتى تستخدمه؟ قد يتفق معي البعض ويخالفني آخرون وهنا أذكرك بكم من موقف مر عليك وتمنيت أنك تصرفت بحكمة وكم من موقف مر عليك وحمدت الله أنك تصرفت بحكمة. وأخيراً انظر إلى الأمور بعين العقل زادك الله من العلم والتقوى والبصيرة يقول الله تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) فصلت 34 . ويقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) وأخيرا هذا كلام نظري ولا اعلم إذا تعرض أحدنا لمثل تلك المواقف هل سيكون عاقلا أم لا؟؟ حفظنا الله إياكم من كل مكروه. علي بن محمد العليان / الخبر