شريحةٌ كبيرةٌ من المجتمع - والواجبُ كل المجتمع - بمختلف نوعياتهم وتصنيفاتهم علماً وسناً ومكانةً وفكراً يجتمعون تحتَ سقفٍ واحدٍ خمسَ مراتٍ في اليوم ، هذا المكانُ له دورٌ كبيرٌ في تقريبِ النفوسِ وزيادةِ الأخوةِ الإيمانيةِ في تلك المجموعات ؛ فللمسجد في مجتمعاتنا مكانة كبيرة وإن لم يُفعّل عند البعض إلا أن من يجد فائدته يجد حلاوة ولذة الأخوة بينه وجيرانه . عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : ( ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ذكر الله عز وجل ) رواه أحمد . وفي صحيح البخاري عن أبي موسى ، عن النبي قال : ( مثل الذي يذكر ربه ، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت ) وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً [الأحزاب:41]، وقال تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35]، أي: كثيراً. ففيه الأمر بالذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه ، وعدم استغنائه عنه طرفة عين. وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : ( لكل شيء جلاء ، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ( . تقابلني كل يوم لوحة إعلانية جميلة مذيلة بجوال برامج الجامع للتواصل معه دلالة على أن مستقبل برامج الجامع مثقلة بالجديد والمفيد ، وذلك في جامع الرشيد بحي المطار ، تلك اللوحة معنونة بدقائق في مجالس الذكر ضمن سلسة التوجيهات الإرشادية كل سبت بعد صلاة العشاء ، فكرة رائعة من مفكّرٍ مخلصٍ متفانٍ لمسجده ، هذا الموعد له عند سكان الحي مكانة كبيرة فكل سبت سيلتقون بوجه جديد في لقاء مفيد ومميز ولدقائق معدودة يلقى الضيف ماعنده وقلما ينصرف أحد من الجماعة لأن الكل منصت للفائدة والأجر لذكر الله ، بل نرى بعض ضيوف الله في بيته لم يُحضرهم إلا ذكر الله والانتفاع بالعلم ، إنه روح الحياة، وحياة الأرواح ، وما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه ، إنها أفكار دعوية ، مناشط مرتبة ومنظمة ، تحت إشراف واضح ، وطريق لا التواء فيه ، على النهج الصالح . للمسجد دور عظيم تفتقده كثير من مساجدنا ، ولايهتم به كثير من أئمة المساجد والقائمين عليها ، وإن وُجِدَ من يفكر بمشروع لم يتعدَ التقليدية في فكرته ، وشيء أفضل من لاشيء عموما ، والإبداع والتجديد مطلبان مهمان بمشاركة جماعة الحي لإيجاد فكرة لتفعيل دور المسجد ، فإقامة الحلقات والاحتفالات وتعليق اللوحات الخاصة والمميزة ، والرحلات وتنظيم المعارض في زوايا ومداخل المساجد ، والمحاضرات الأسبوعية أو الشهرية والدورات العلمية والاجتماعية والأدبية والتنوع في الأسلوب والطرح ونوعية الملقين بالإضافة إلى البرامج النسائية كل هذه الأمور والبرامج تبرز دور المسجد على صعيد الحي وتقوي الروابط بين الجيران وكسب القلوب ، وبتجديد وتغيير أساليب عرض هذه الأفكار نجعل المسجد مؤثراً وفاعلاً ويكون ببرامجه وإمامه ومؤذنه وجماعته مسجدا مميزاً . جزى الله من بنى ذلك الجامع خيرا ووفق الله إمام الجامع ومؤذنه وكل من شارك ولو بكلمة أو فكرة فعّل فيها الدور المناط ببيوت الله .