المكرم/ رئيس التحرير ..وفقه الله السلام عليكم وبعد: فهذه مشاركة جديدة أتمنى ان تنال اعجابكم فتحضى بحضوة النشر كعادتكم التشجيعية للجميع. شاكر ومقدر اهتمامكم. مع إغراء الملايين!طموح ابني في مهب الريح! لسنا بمعزل عما يدور في العالم الخارجي.. فعندما كان الغرب ينفقون الملايين!! على كرة القدم! ممثلة في عقود لاعبين ورعاية أندية،كنا نردد \"الحمد الله على نعمة الدين والعقل\".. ولكن الملاحظ في آخر عشر سنوات أننا بدأنا نحذو حذوهم بحيث أصبحنا ننفق الملايين على اللاعبين والأندية الرياضية،فواكبنا تطور الغرب الاحترافي! وإن كانت الغاية مواكبة تطورهم العلمي والصناعي!! فكأننا فقدنا نعمة الدين والعقل!. فما يحصل لدينا في العقد الأخير من ارتفاع مبالغ فيه في سقف اللاعبين شيء غريب،فأصبح دخل لاعب كرة القدم أعلى من دخل الطبيب والمهندس وحتى الوزير \"النظيف\"!!.. وأمام هذه المعطيات تصعب مهمة الأب في إقناع ابنه بالحرص على دراسته لكي يؤمن مستقبله!فالأبناء يعون أن المستقبل تأمنه المادة،والتي قد يحصل عليها بركل الكرة في النوادي الرياضية بعيداً عن دروس مملة ومحاضرات طويلة! بل إنهم يعون أن دخل طبيب وزير \"كعبدالله الربيعة\" أو دكتور شيخ \"كسلمان العودة\" أو أديباً فلسفياً \"كأنيس منصور\" لا يعادل نصف دخل \"محمد نور أو ياسر القحطاني أو عيسى المحياني أو محمد السهلاوي\" وهناك الكثير مما لايتسع المجال لذكره، فهؤلاء يأخذون مقدمات عقود أعوام لاتتعدى أصابع اليد الواحدة أكثر من 20مليون ريال!! بينما قد يتقاعد الطبيب والمهندس ودكتور الجامعة وتجده بالكاد! امتلك 500ألف ريال! وهذا المحظوظ منهم!أو من يعمل \"خارج دوام\"!!. لست حاسداً للاعبي الكرة كما قد أُتهم!إنما أتعجب وأستغرب فقط!كيف أن الكرة أصبحت مؤمنة للمستقبل أكثر من العلم! بل أننا يجب أن نتوقع جميع الاحتمالات المستقبلية وهو أنه قد نصبح مستقبلاً أمام معضلة تربوية! تجاه أبنائنا خاصة من لديه موهبة وميل نحو كرة القدم وهم كُثر!،فكيف سُيقنع الأب ابنه بالحرص على دراسته للمضي نحو واجهة علمية مشرفة في المستقبل! بينما قد يرى الابن أن يختصر المسافات فيؤمن مستقبله بركل كرة يأخذ مقابلاً عنها ملايين!! عن كل عقد سنوي يوقعه! فالمستقبل سيكون آمن بتوفر المادة دون الحاجة للهاث! خلف شهادات علمية علياّ! قد لاتوفر النصيب المادي الأكمل للمستقبل! وهو منطق مقبول مادياً مرفوض اجتماعياً! وإن كانت حدة الرفض قد قلت عما كانت عليه قبل أكثر من عقد!،وسط هذه الرؤية للابن قد يضطر! الأب للاستعانة بطريقة والده! في الماضي! وهي الحث على الدراسة بالترهيب! بدلاً من الترغيب! الذي قد لايُجدي وسط مغريات الكرة،ولكن على الآباء أن يكونوا حذرين في ترهيب أبنائهم! فهيئة حقوق الإنسان بدأت تدخل البيوت ولاتفرق بين الترهيب الحسن! المرغوب! والترهيب القاسي غير المرغوب!. إذن فكرة القدم مربحة جداً!ويأتي بعدها وبمراحل الشعر الشعبي!!ففي كل عام نجد عدة لاعبين وقعوا عقوداً بالملايين وفي كل عام نجد مسابقة شعرية بمليون ريال!، فمن منكم سمع بطبيب! أخذ مقدم مليون ريال عن عمله طوال ثلاثين عاماً في مستشفىً ما!كذلك الحال للمهندس والمعلم والمؤلف،بل ومن منكم سمع بمسابقة الألف ريال!! لأفضل طالب طب! أو مسابقة الألف ريال!! لأفضل تصميم هندسي! أو مسابقة الألف ريال! لأفضل معلم مخلص أو مسابقة ال500ريال! لأي شخص أتقن عملاً نفع به المجتمع!!. خلاصة حديثنا أننا حذونا حذو الغرب في صرف الملايين على لاعبي الكرة! ولم نحذو حذوهم في صرف الملايين للعلماء والمخترعين والأدباء كما في جائزة نوبل السنوية للعلوم والأدب،فأخذنا منهم أكبر سلبياتهم! وغضضنا النظر عن أكبر ايجابياتهم!. سلطان بن عبدالرحمن الفراج بريدة