في الأسبوع الماضي استيقظ الوسط الرياضي السعودي إن لم يكن الشعب السعودي بكامل أطيافه على خبر القبض على لاعب كرة قدم شهير بعد مداهمة الهيئة استراحة في محافظة الخرج بعد معلومات أدلت بها \"فتاة هوى\" تنتمي لشبكة دعارة كبيرة في الرياض تديرها إمرأة سورية قبضت عليها الهيئة مؤخراً, بأن اللاعب سيحل \"ضيفا\" على تلك السهرة الماجنة, فرتبت الهيئة \"كمين \" وخطة محكمة مع \"شبكة الدعارة\" للإيقاع باللاعب الشهير وهذه الرواية وفق ما تناقلته الصحف الإلكترونية والمنتديات ووفق المعلومات الواردة في ملف القضية. تأملوا الخبر جيداً يا سادة..!! إنها كارثة ومصيبة من الهيئة \"إذا\" كانت المعلومات التي وردت في ملف القضية \"صحيحة\"! فمن المستهدف من قبل الهيئة هل هو الزبون\" اللاعب المشهور\" وزملائه أوالتاجر\" شبكة الدعارة\"؟!! من تفاصيل هذه القضية يسهل علينا الجواب على السؤال بأن المستهدف هو الزبون الذي هو أحد افراد هذا الوطن وليس شبكة الدعارة.. فالهيئة ابتدعت بدعة جديدة في هذه القصة واستخدمت أسلوباً جديدا لم يسبقه أحد إليها, فبدلاً من \"سد \" الطريق على وقوع \"زبائن\" جدد بتلك الشبكة \" اتفقت \" معها بالإيقاع \"بضحايا\" جدد زين لهم الشيطان سوء عملهم!! فهل الهيئة \"مستقبلاً\" ستنشئ أوكار دعارة تكون تحت \"إشرافها\" حتى توقع بأكبر قدر من الضحايا!!. فالكمين يعد له عادة بالإطاحة بالمجرم وليس الإطاحة بالضحية! والمجرم في قضيتنا في حوزة الهيئة, فما الذي بحثت عنه الهيئة؟!! للأسف الشديد الهيئة في هذه القضية بحثت عن \"البربوقندا\" الإعلامية والمجد الشخصي على حساب اللاعب المشهور وتحقق هدفها حيث انهالت عليها عبارات المديح من البعض ليس حباً فيها بل \"كرهاً وشماتة\" بذلك اللاعب وبالفريق الذي ينتمي إليه حتى أن هناك من سبك وصاغ أحسن الكلام تمجيداً بالهيئة بعد أن كانت في نظره عبارة عن جمس وفرش! هذا المجد \" المؤقت\" للهيئة التي حصلت عليه من \" أقدام\" ذلك المتورط والثناء من البعض لاشك أنه قابله ردود أفعال غاضبة خصوصاً من محبيه ناتجة عن استغرابهم من تصرفها بعدم \"الستر\" عليه وعلى زملائه كما هي سياستها المعتادة بمثل هذه القضايا, بل جاهرت بشكل دعا للريبة والاستغراب في أوساط المجتمع حتى أنه حيكت الروايات والقصص وفسرت هذه الإثارة المفتعلة من قبل الهيئة بتعلقها بالوسط الرياضي المليء بالتعصب والشحناء بين أنصار الأندية المتنافسة بأن الهيئة قد دُفعت من قبل شخصيات من الوسط الرياضي بهذا التصرف الغير معتاد منها ليضر بفريق اللاعب خصوصاً أن الفريق ينافس بشكل قوي على بطولة الدوري. أياً كانت الأسباب والدوافع فعلى الهيئة أن تغير من سياستها وتفرق بتعاملاتها في القضايا, فشارب الكحول ليس مثل مروجها والفتاة التي يتم ابتزازها ليست مثل من تخرج مع صديقها والقبض على شبكة دعارة بكمين لا يبرر للهيئة فضح والتشهير بعباد الله!. في النهاية قد يقول قائل: أن الهيئة في قضية اللاعب لم تتعرف على خيوط شبكة الدعارة كاملةً عند قبضهم فتاة الهوى قبل موعد سهرة اللاعب وأن الكمين في تلك الليلة التي أحياها اللاعب كان منصوباً لشبكة الدعارة وليس التشهير باللاعب... حسناً سؤال بريء جداً لماذا الهيئة \"لم تستر\" على اللاعب وزملائه إذا كان هدفها القبض على شبكة الدعارة؟! وقبل أن تجيبوا على السؤال .. هناك سؤال أكثر براءة منه .. لماذا الهيئة \"انتظرت\" ولم تقتحم الاستراحة إلا بعد قدوم اللاعب الذي جاء متأخراً مع العلم أن شبكة الدعارة كانت موجودة في الاستراحة؟! أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!! مسك الختام: قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) فيصل المحيميد