أضحت المخيمات الشبابية تجد متنفّساً للعديد من شبابنا من ذكور وإناث ، حيث المتعة والفائدة والتنمية الذاتية والفرحة والبهجة بادية على كل من يرتادها ، كنتُ في حوارٍ مع أحدِ المحبين عن جدوى هذه المخيمات الشبابية ، وهل هي لازالت مجدية ؟ أم أن الأمر لا يتعدى كونه أمراً ألفه البعض من خلال برامج قائمة وساروا على نفس المنهج ، فقلت له : برأيي أن الأمر ليس كذلك ، المخيمات يجرؤ على ارتيادها الكل ، فهي بمثابة المهرجان الذي يجلب الفرحة والسعادة ، ويلبي احتياجات النفس البشرية ، من خلال المنافسة المبهجة ، كالمباريات الرياضية والألعاب الالكترونية ، والمسابقات الثقافية ، والأعمال البطولية التي يجد فيها الشبابُ أنفسَهم ، فقال لي صاحبي : هل يمكن نحقق تلك الأهداف بغير هذه الوسيلة ؟ فقلت له : نعم ، بلا شك . ولكن جلب هذه الأعداد الكبيرة لنحقق الفائدة من 10% منهم لا يمكن أن يتحقق إلا بهذه الاجتماعات والمهرجانات البناءة ، وهذا أمر ممكن ومتاح بالتجربة والحمد لله ، فقال لي : ولكن تكلفة هذه المخيمات باهضة ، قلت : بلا شك ، لأن البناء غالي ، والانحراف متاح ورخيص ، وهذا الزمن زمن الجودة في الأعمال حتى الخيرية منها ، ونحن نعيش بفضل الله ومنته في بلاد يحكمها أخيارٌ يبتغون الخير مظانّه ، ويدعمون من يدعم الخير ، مما يجعل الأخيار من رجال الأعمال – وهم كثير – يتنافسون في هذه المجالات التي تبني جيلاً صالحاً لوطنه وأمته ، وقد وجدنا كل تشجيع ومؤازرة من الحاكم الإداري للمنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد أسأل الله أن يجزيهما خير الجزاء ، أعود فأقول : إن المخيمات تستهدف بالدرجة الأولى شبابنا من ذكور وإناث ، الذين توجّه نحوهم سهام الأعداء من إغراءاتٍ متنوعة ، وأوجه فسادٍ متفرقة ، سهلة وممكنة ، لأن هدمَك لبنايةٍ استغرقت في بنائها سنتين لا يأخذ منك إلا شهرٌ واحدٌ أو أقل ، وبسعرٍ بسيط جداً ، تجد في شبابنا اليوم مظاهر مزعجة كالتبعية وإلغاء الذات وفقدان الهوية والهامشية على هذه الحياة ، وهذه بدورها خلقت شباباً عاطلاً فارغاً ، في زمنٍ لا ينجح فيه إلا العاملون ، شبابُنا اليوم يحتاجون إلى من يحقق لهم ذواتهم ، ويعطيهم اعتبارهم ، ويدلهم على مواطن النجاح في نفوسهم ، شبابُنا لديهم جوانبُ نجاحٍ مذهلة ، متى ما تمّ التركيزُ عليها ، والتوكيدُ عليها ، وهذه الأيامُ لدينا في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالخبر \"هداية\" حالةَ استنفارٍ لكونِنا نستعدُّ لملتقى شبابِ الخبرِ الثالث في الواجهةِ البحريةِ بكورنيش الخبر من تاريخ 14 ربيع أول لمدة عشرة أيام ، بإشراف وتوجيه مباشر من الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن اليوسف رئيس المحكمة العامة بالخبر حفظه الله وبإدارة تنفيذية فذة من الأستاذ المبدع عبد الله بن معروف الرشيد ، أسأل الله أن يجزي خيراً من دعمَ معنوياً ومالياً ومن تطوّع للعمل من شبابٍ واعدٍ يتجاوزُ عددُهم ستمائة شاب وشابة يستعدون منذ شهرين وهم يواصلون الليل بالنهار فالحمد لله على هذه الأمة التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم \"أمتى كالغيث لا يدرى أوله خيرٌ أو آخره\" ولله الأمر من قبل ومن بعد ... صالح التويجري