كان هناك تاجرا صالحاسافر في رحلة تجارية يوما ما,وبينماهويستريح في شعب هاديء من الطريق وبعدصلاة الفجر والتاجريردد أذكار الصباح رأى طائرا جميلا,فأخذ يقترب منه يتأمله ولاحظ أن الطائر لايتحرك مهما اقترب منه,ثم تبين له بعد طول تأمل أن الطائر في الحقيقة أعمى,وسرح التاجر في تأمل عميق وتساؤل محير:كيف يأكل هذا الطائر المسكين وكيف يعيش بدون بصر ؟! وبعد قليل جاء طائر آخر وجمع مااستطاع من الحب وأطعم هذا الطائر الأعمى ثم سقاه!! تعجب التاجر من هذا المشهد أيماتعجب وأثر في نفسه أيما تأثيرفقال:إذا كان الله تعالى قد تكفل بإطعام هذا الطائرالأعمى ولم ينسه فلماالعناء والسفر والسعي في طلب الرزق؟لم أخرج من بلدي وأتغرب وأنا في هذا السن؟فقرر عند ذلك أن يعود أدراجه إلى قريته ولايسافرللتجارة بعدذلك أبدا.وحين وصل إلى بلده مرّعلى شيخ يزوره وقص عليه قصة الطائر الأعمى وذكرله ماتركته في نفسه من الأثر؟فقال الشيخ الذي كان يجمع بين العقل والصلاح للتاجر:يابني,هلّا كنت الطائر المبصر!!. يريد أن يحول نفسيته المترهلة إلى نفسية آملة برزق ربها كما العصفور المبصر يريده أن يكون إيجابيافعالا يريده أن يكون مبادرا إلى العمل الدؤوب مقداماشجاعا وألا يتذرع بالقدر المسبق فيهمل نفسه وعمله وأهله.يريده أن يكون متفائلا فيعمل لنفسه ولغيره لينعم باللذة والراحة. قال أبو الحسن النعيمي : إذا أظمأتك أكف اللئام ××××× كفتك القناعة شبعا وريا وكن رجلا رجله في الثرى ××× وهامة همته فوق الثريا فإن إراقة ماء الحياة ××××× دون إراقة ماء المحيا