أن المشاهد للمناظر التي تفطر القلوب من قسوتها ووحشيتها ، من بشر ضد بشر ليس ذنبهم ا لا أنهم مسلمون ، ويشهدون أن لا اله الله ،وأنهم أصحاب أرضا مغتصبه ، لايتعجب اشد العجب منا نحن المسلمون ، كيف أصبحت مواقفنا متباينة ، وسلبيه وكان الذين يقتلون ويسفك دمائهم ليسوا إلا حيوانات ، لا يستحقون أن نتحرك لهم ، بل نجد أننا وضعنا القضية في موضع السياسة ، وبدأنا نلقي اللوم على أي من الحركتين الفلسطينيتين يتحمل هذا الذنب ، وكأن اليهود في إسرائيل راضون عن حركه مقارنة بالأخرى ، ونسينا أن هؤلاء اليهود عليهم لعنة الله ، حاقدون على كل شي يمت إلى الإسلام والمسلمين ، سواء كان ينتمي إلى حركة سياسيه أو غيرها ، بل هدفهم هو احتلال الأرض ، وإخراج أهلها منها بأي طريقه كانت ، حتى لو كلف الأمر إلى حرق هؤلاء البشر ، وإبادتهم على بكرة أبيهم أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا ، إن الهدف اليهودي واضح جدا ، ولا يحتاج إلى تبرير أو تفسير ، الهدف هو إبادة الشعب الفلسطيني المسلم ، حتى تخلوا لهم الأرض ، ولن يوقفهم عن هذا الهدف ، إلا قوة تؤرق مضاجعهم ، وتقلق ليلهم ، لا تأتي هذه القوه من خارج فلسطين ،ولكن يجب أن تكون من داخلها من شعبها ، وبمساعده من المسلمين ،بإمداد هؤلاء الشعب بالمال والغذاء والسلاح ، بأي شكل من الأشكال وبأي طريقه ، ولكن إسرائيل لاتخاف من ذلك ، لسبب بسيط أننا نحن الذين نحرس حدودها ، ونحن من يحتضن سفارتها في دولنا ، ونحن من نخون بعضنا البعض من اجل رضا إسرائيل علينا ، ونحن من يوقع المعاهدات التجارية والاقتصادية مع إسرائيل ، ثم نأتي ونتشدق ، بأننا ضد إسرائيل ، ويجب عليها إيقاف أعمالها ضد الشعب المستضعف ، وهي تعلم جيدا أننا منافقين ، نظهر عداوتنا لإسرائيل ، ونحن في نفس الوقت نبطن في داخلنا حبنا وتعاوننا مع إسرائيل ، واكبر دليل هو محافظتنا على حدود إسرائيل بأن لايدخل من خلالها أي مساعدات غذائية وماليه وأسلحه ، ومحافظتنا على جميع المعاهدات الاقتصادية والتجارية والسياسية معها ، ولم ولن تتجرأ أي دوله عربيه من طرد السفير الإسرائيلي لديها مهم كلف الأمر ، كما فعلت دوله لاتمت إلى العروبة ولا إلى الإسلام بصله ، بل هو الدافع الإنساني ، أما نحن وبكل بساطه فمنافقين وكاذبين ومتخاذلين ، نبحث عن الأعذار بطرق سياسيه مكشوفة ، ونحمل السياسة مسؤولية هذه المجزرة ، ولكن لم نعلم أن إسرائيل ضربت بالسياسة والمنظمات السياسية الدولية والمحلية وقراراتها عرض الحائط ، ومضت في طريقها الوحشي والقذر لإبادة الشعب الفلسطيني ، فلماذا نحن لانضرب بهذه القرارات أيضا عرض الحائط ونساعد أخوننا في فلسطين على التغلب على عدونا وعدوهم بأي شكل من الأشكال . عبدالرحمن عويض الجعيد