أن الملاحظ للقنوات الغنائية في هذه الأيام – وما أكثرها – ليلاحظ انجراف كبير في القيم والأخلاق ، فلم يعد الغناء ذلك الغناء الراقي الذي يطرب مسامع المستمعين له ، ويجعلهم يعيشوا معه أجواء فنيه مع نغمات الموسيقى ، مما ولد حرصا شديد من قبل المغنين للظهور لجماهيرهم بأفضل حال من حيث اللباس والألحان والكلمات ، حتى لايخدش عندهم الصورة التي رسمها عن شخصه في ذاكرتهم ، مع أننا اكتب هذه المقالة وأنا أكثر إيماننا بأن الغناء المصاحب للموسيقى محرم على مسامعنا شرعا ، وهذا التحريم كان لسبب وجيه بأنه سوف يؤدي إلى الفجور ، نعم الفجور ، كيف ذلك ؟ سابقا كان الغناء كما ذكرت محتشما نوعا ما ،أما اليوم ، فلقد كثرة القنوات التي تهتم به ، مما جعل التنافس على أشده بين تلك القنوات بداية من تحولها من قنوات إذاعيه إلى قنوات تلفزيونيه فضائية ، لاتخضع إلى الرقابة ولا إلى المحاسبة ، مما جعلها تخرج لنا فن وفنانين جدد متحررين جدا ،فلو دققت المشاهدة هذه الأيام في هذه القنوات – وأتمنى أن لاتفعل ذلك – لتجد أنها أخرجت لنا جيل من الفنانين لايكاد يسد البقيه الباقية من عوراتهم إلا قطعا من الملابس –هذا إن دخلت مجازا في مصطلح الملابس – فهذه البقية الباقية هي الحد بين الحشمة والسفور عند هؤلاء بمفهومهم المتحرر ، وهي الباب الذي يستطيعون الدخول من خلاله إلى باب الشهرة ، أما بقيه العورة فهي محرمه على المشاهدين شرعا وأدبا وأخلاقا ، فبذلك غيروا المفاهيم عند المسلمين ، فلم تعد تلك الحدود الشرعية للعورة التي تعلمناها من شرعنا، بل تعدت ذلك إلى ما تحاول إليه تلك القنوات وهؤلاء الرعاع إلى اسأله لعاب المراهقين لمشاهدة الأجساد شبه العارية ، فهل لم يبقى في عالمنا هذا من رجال الإعلام الذين نعتمد عليهم لإيقاف هذه الدعارة العلنية على قنواتنا العربية الاسلاميه ، أم أنهم جرفهم التيار فلا يستطيعون أن يقاوموه ،أم أن هؤلاء العمالقة في عالم الإعلام تحولوا إلى مراهقين كبار تجذبهم صورة الجسد ولغة الغنج، فلم يعودوا يهتموا بنا ،ولا بأخلاقنا ، ولا ديننا ،وسيأتي يوما وأراء انه قريب جدا ، وستزاح بقايا هذه القصاصات الموجودة على الجزء الأخير من عورة هؤلاء الفنانين ، لتتحول هذه القنوات إلى قنوات دعارة لعرض الأجساد ، ولا استبعد أن تجد في الاشرطه الإعلانية لهذه القنوات قيمة إقامة ليله غرامية مع فنان أو فنانه ، شامله الإقامة والمشروبات ولوازم الرحلات ،أتمنى أن تحذفوا هذه القنوات من قائمتك قنواتكم المنزلية حتى لاتقتل العفة والحشمة والأدب في قلوبكم وقلوب أبناءكم ، نسأل الله أن يسترنا ويصلح أحوالنا ، ويجعل القائمين على إعلامنا من خيرتنا وليسوا من مراهقين . عبدالرحمن عويض الجعيد