ليس ثمة أفضل من أن نكون صادقين وواقعيين جدا في تعاملاتنا مع بعضنا البعض ومع منهم تحت مسؤولياتنا,فالصدق والشفافية والوضوح التام,هم ثلاثية النجاح في أي تعامل أو عمل يمكننا القيام به وهذه الثلاثية تعلمتها من الحياة ومن كتاب الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي والذي أعتبره الدكتور وليس الكتاب كالغيث أينما وجد نفع..ولنعلنها صريحة ولنقل بصوت واضح أن لدينا أزمة تعامل,وأزمة رواتب ,وأزمة أخلاق وأيضا أزمة ثقة في مصداقية رب العمل.اما العمل فمتوفر بدليل ملفات الطلب على التأشيرات في مكاتب العمل,وزحمة ملفات الطلب على العمالة الأجنبية في مكاتب الاستقدام والأدراج التي تعاني من التخمة في وزارة الخارجية والتي تعاني أيضا وتشكوى من شراهة وفضوى في استقطاب من هب ودب من دول العالم الثالث .والحفل الذي رعاه يوم السبت الماضي معالي وزير العمل الدكتور غازي عبدالرحمن القصيبي ,لفعاليات منتدى الموارد البشرية تحت شعار(نحو شراكة إستراتيجية)وبحضور خبراء محليين وعالميين في أكبر تجمع يتعلق بالموارد البشرية تشهده المملكة,وذلك بقاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية الصناعية بجدة,أعرف كما يعرف كثيرا من الشباب وغيرهم أن توصياته ستمر ,او تمرر ,مرور السحاب ,من غير أن تترك أثرا واضحا في سماء الواقع المر,والذي يعاني منه كثيرا من شبابنا العاطلين عن العمل والتي تترك أي البطالة مآسيها أثارا وخيمة على المجتمع بشكل أو بآخر.ذلك أن توصيات المنتدى ستكون مجرد كلام في كلام وفي النهاية ستكون هنالك الكثير من الأوراق والتوصيات ,التي ستحفظ ولن يتم الرجوع إليها,ولاتطبيق إلا ربما اليسير واليسير جدا منها لذر الرماد في العيون فقط.. حيث أن المنتدى سيستعرض تجارب واقعية رائدة لعدد من الشركات والمنظمات المحلية والعالمية بهدف الارتقاء بالأداء في منشآت الأعمال للمساهمة في تحقيق عائد أفضل من الموارد البشرية.ولاننكر أن العائد موجود ولديه الاستعداد الجيد النفسي والجسدي والفكري للعمل,ثم ماذا؟!!مالعائد والحافز الي سيقدم لهذه الموارد البشرية الوطنية,ليجعلها تحرص على الإستمرار مع رب العمل؟سألتكم بالله كيف يعمل شاب في مقتبل المسؤوليات,وزحمتها,براتب وقدره في أحسن الأحوال,وبالكثير ألفين ريال؟ولفترة تزيد عن الثمان ساعات وقد تكون على فترتين عمل,أي انه يرجع للبيت (منهد حيله,مكدود,رايح فيها)بكل ماتحمله هذه الكلمات من معنى؟ولن يستطيع أن يمارس عملا اضافيا فيما لو أراد تحسين مستواه المعيشي,لأن وقته كله قد استهلك فيما لافائدة ترجى منه,إلا ربما مصروفه الشخصي فقط!!وأوضح رئيس لجنة الموارد البشرية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة رئيس المنتدى الدكتور سمير حسين أن المنتدى الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة ووزارة العمل بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز الشريك أكاديمي يستعرض تجارب واقعية رائدة لعدد من الشركات والمنظمات المحلية والعالمية بهدف الارتقاء بالأداء في منشآت الأعمال للمساهمة في تحقيق عائد أفضل من الموارد البشرية. وصرح رئيس منتدى الموارد البشرية: نواجه تحدي كبير وقضية التوظيف والسعودة ستكون على المحك)ولكن هل فكرنا أن هنا الشبكة التي لاخلاص منها(ولفت إلى أن الحفل يشهد تدشين المشاركون في مكتب(تسهيل)الذي يترجم الشراكة الإستراتيجية بين وزارة العمل وغرفة جدة وهو مكتب ستقوم وزارة العمل بافتتاحه في مقر الغرفة لتسهيل إجراءات حصول القطاع الخاص على احتياجهم من العمالة الوطنية والأجنبية وسيكون مؤهلا بفريق ممن لديهم خبرة سابقة في مجال التوظيف والاستقدام.)هنا مربط الفرس والوجع الحقيقيي ,والمشكلة المتفاقمة يامعالي الوزير الإنسان!!الإستقدام هنا تكمن المأساة وأنت أدرى بي منها ويمكنك استدراكها قبل أن يبدأ البيع والشراء في البشر والدخول بسوق رقيق لاخلاص منها ,يرأسها دراكولات العالم المنتشرين في كل مكان من الوطن..الكلام طويل ومحزن في موضوع كذبة(تنمية الموارد البشرية)فلانكذب على أنفسنا وكلنا يعلم أن المشكلة تكمن في الراتب والحوافز الرافدة له,وليست في فرص العمل,ولافي القبول بها.فقد قبل أجدادهم العمل في شركة آرامكوا في كافة المهن التي كان أبناء القبائل يأنفوا منها,عندما كانت هنالك فرص عمل تكفي احتياجاتهم الخاصة وتكفل وتضمن لهم حياة طيبة كريمة.. نورة الخاطر [email protected]