بسم الله الرحمن الرحيم منذ فتح الله على هذه البلاد ويسر لها من الخير أفضله ومن العطاء أجزله ، منذ ذلك الوقت وهي تفتح ذراعيها بكل ترحاب لأبناء الشعوب العربية وغير العربية للإفادة والاستفادة وإن كانت الأخيرة هي الأكثر دون جدال ، ففي كل عام يفد إليها عشرات وربما مئات الآلاف وبعد مرور أشهر بسيطة على وصول أحدهم إلا وتتغير حاله ويكون لأهل هذه البلاد وحكامها الفضل بعد الله في ذلك التغير إلا أن ما يشد الانتباه ويحير العقل هو ذلك التصرف الذي يقوم به بعض إخوانٍ لنا في العروبة والإسلام ، فهؤلاء وللأسف ما أن( يشبع ) أحدهم وتنتهي حاجته لهذه البلاد ولأهلها ويغتني من خيرات بلادنا بعد أن أتى إليها فقيرًا معدمًا إلا ويمد لسانه كما يُقال ( شبرين ) شتمًا وقذفًا لأهل هذه البلاد وحكامها وليت حربهم تلك توقفت عند ذلك بل إنها طالت حتى شرع الله الذي أرسل به الأنبياء والرسل ، هذه المقدمة الطويلة نوعًا جاءت بعدما تابعنا جميعًا ذلك الزخم الإعلامي والحرب الإعلامية التي يشنها الإعلام المصري على الدين أولاً وعلى هذا الوطن ثانيًا - بسبب قضية الطبيبين المصريين اللذان أُدينا بارتكاب عدة جرائم منها الزنا وترويج المخدرات وحكم عليهما بالسجن والجلد - وهذا الأمر أقصد ( أمر الحرب الإعلامية ) لم نعهده من الإخوة الإعلاميين في مصر الذين كانت إشاداتهم في حق المملكة حكومة وشعبًا لا تنقطع إلا أن ما نشاهده هذه الأيام يعطينا انطباعًا عن أن بوصلة الفكر والتفكير عند غالبية المنتمين للإعلام المصري تحولت من المدح إلى القدح ، وأول ما قاموا به هو إجراء عملية غسيل مخ للشارع المصري فأظهروا للمصري البسيط قبل المتعلم أن الطبيبين مظلومَان وأن الحكم الصادر من قِبل القضاء السعودي قاسيًا وأن الجرم الذي قام به الطبيبان لم يكن يستحق ربع هذا الحكم وبعد أن أنهى ذلك الإعلام مهمته في الداخل بنجاح وبأقصى سرعة - حيث استطاع تأجيج الشارع المصري على كل ما هو سعودي - اتجه أي ( الإعلام ) فورًا وبكل وسائله إلى الخارج وبدأ في تهييج وتأليب الشارع الإعلامي العالمي على المملكة رغبة منه في إظهارها بمظهر الظالم والمتعدي على حقوق الإنسان ، ولكن ليعلم الجميع إن تلك الحملة استهدفت الدين أولاً من خلال اعتراض هؤلاء على شريعة الله التي شرعها لتقويم اعوجاج البشرية لأن الحكم الصادر من المحاكم السعودية لم يكن حكمًا موضوعًا بل منصوصًا عليه في كتاب الله الكريم فأي حكم في قضايا من هذا النوع لا يصدر بشكل رسمي إلا بعد أن يمر على هيئة تسمى هيئة التمييز وتتكون من خمسة قضاة تقريبًا يُعدون من أكثر القضاة خبرة وعلمًا ودرايةً حيث تقوم تلك الهيئة بدراسة الحكم الصادر من المحاكم وتمييز مدى ملاءمته للجرم الذي ارتكبه الشخص ومدى مطابقته كذلك لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ومن ثم التصديق عليه أو نقضه وبذلك فإن جميع العقلاء والملمين بأحكام الشرع في مصر الشقيقة يعلمون علمًا يقينًا أن الأحكام الصادرة بحق هذين الطبيبين كانت أحكامًا متوسطة مقارنة بما اقترفاه من إثم ولقد ساءنا جميًعا نحن السعوديون أن نرى ما قام ويقوم به الإعلام المصري وتساءلنا جميًعا : * -هل لدينا إعلام ؟ وإن كان لدينا إعلام متى سيصحو من سباته العميق ؟ *- أليس من حق الدين علينا أن ندافع عن أحكامه ؟ أليس لوطننا حقٌ الدفاع عنه من سيل الأقلام التي نهشت في جسده ؟ نحن لا نطالب إعلامنا بالرد على الإعلام المصري بنفس صيغته الهجومية بل نطالبه بإظهار الحقائق التي تدين الطبيبين وإظهار ما جاء به الشرع من أحكام في قضايا الزنا الإضرار بالناس والإفساد في الأرض . أمنيات - أتمنى من الإخوة المصريين العقلاء ألا تؤثر تلك الحملة على حبهم وعلاقتهم بشعب المملكة أتمنى من الإخوة في مصر أن يتخيلوا لو أن هذا الجرم صدر من طبيبين أو حتى رجلين سعوديين بحق امرأة أو امرأتين من الأخوات المصريات وصدر نفس الحكم من المحاكم المصرية فهل ستتغير نظرتهم للحكم وبالتالي المطالبة بتخفيفه أم العكس . أتمنى ألا يأتي اليوم الذي نستبدل فيه ترديد نشيدنا الوطني ( سارعي للمجد .... ) إلى ترديد المثل القائل ( اتَّقِ شر مَنْ أحسنت إليه ) . أتمنى ألا يأتي اليوم الذي نقول فيه للإعلام المصري ( قل خيرًا أو اصمت ) . خاتمة سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك أحمد محمد الشيخي – كاتب صحفي [email protected]