ما حدَث أفقياً بسبب المطر في منطقتنا وفي المناطق المجاورة كان مُذهلاً بحق وغير متوقع ، ومطر بهذه الكثافة لم يأتي منذ ما يقارب العشر سنوات من الغياب فبعد أن تحول أحد جبال دائري بريدة إلى شلالات مستمرة ، وكارثة الإسكان وتحوله إلى نهر ،ومهاجمة المطر لأسواق النخيل بلازا ليثير دهشة المتسوقين وحينما استمتعت المنطقة بوادي الرمة وشاهدنا أعداد كبيرة من السيارات في عدد من المناطق تغرق ، بعد كُل هذا أتيت لأقول أن هُناك من لا يزال يعيش جزء من الكارثة وتحديداً في (ساجر) فهي أكثر ما لامست تفاصيله، حيث أن بداية المأساة شاهدتها بخلفية تدل على الكارثة تماماً و من لسان أحد أهاليها وهو يقول أمام الكاميرا بنبرة عتاب :} الناس غرقانه والدفاع المدني جاينا بوايت موية { ، لم أتمالك نفسي في البداية وضحكت بشدة ، إلا أن مشاهد غرق المدينة و انشقاق الطرق الاسفلتيه هُناك ومشارفتها على الإنهيار ، وأعمدة الضغط العالي التي تميل بهدوء نحو الماء كما رأيتها بنفسي وتَعرض المدينة لخطر الصعق كانت مناظر تجبرك على مشاركتهم المأساة خصوصا وأن اتصال أحدهم بشركة الكهرباء انتهى بإغلاق الهاتف عمدا ً من قبلها وعدم التجاوب بالشكل المطلوب، ولم تَكن أيضاً مغادرة المنازل وترك المدارس أمراً بسيطاً فقد أشار الكثير منهم إلى أسباب تتعلق في تصريف السيول وأشاروا بدقة برفقة الكاميرا إلى الطرق المستخدمة والتي لم تفي بأغراض التصريف ولن تفي مستقبلاً وأشاروا بوعي أثار إعجابي إلى الحلول السليمة كالعبارات المبنية ، و التي كانوا يطالبون بها قبل هذه الكارثة ، وما أعجبني أكثر هو وعيهم وتعاونهم وانتماءهم إلى مناطقهم وروح المساعدة ، حيث أن أحدهم ساهم في إخلاء مدرسة ثانوية ومتوسطة مُحاصرة ويقول أنه مستعد لعمل كُل ما يستطيعه إذا ما تجاوب معه المقاولون والشركات المسئولة ، والأمر كُله لله . لست هُنا لأُقلل من جهود المديريات العامة للدفاع المدني فأنا أعلم تماماً أنها جهاز جبار وأنها تسير على الوجه المطلوب منها وأنها كانت في حالة استنفار ومتابعة وهذه السيول أمر طارئ لانتحكم فيه . ولكن لم تغيب عني صورة ( وايت الدفاع المدني) وأتخيل شكله في وسط الشعاب : ماذا يفعل هُناك ؟ ,,,, همسة // كُنت هُنا لأنقل بعضاً مما شاهدت في أيام نعيشها بروح واحدة ، كُنت هُنا أبحث عن الاستعداد للقادم ، كوسائل الإجراءات الوقائية والإخلاء والأهم الاستفادة من الأخطاء فيما يخص وعينا، مسؤوليتنا ،وحتى شوارعنا ، وفي التعامل مع الكوارث على مستوى المواطن والمسؤول . أعان الله المتضررين ..و نفع الله المسلمين بهذه السيول ا وأثاب من كان عوناً لهم في كوارثهم في هذه المساحات الأفقية من الجهات الرسمية التي واصلت جهودها بلا كلل .. منيرة بنت عمر السليم