قبل أعوام صدر حكم بجلد طبيب مصري أمام مدرسة ابنه في إحدى المحافظات بسبب كذبه وافترائه على أحد المعلمين ومدير المدرسة التي يدرس فيها ابنه بأنهم اغتصبوا الطفل وقد أثبت القضاء والتحقيقات كذبه وظهر السبب الحقيقي وراء إلقاء هذه التهم لأن ابنه لم يكرم ضمن المتفوقين . والآن وقبل أسابيع ظهرت مرة أخرى قضية طرفها طبيب ومساعده من الجنسية المصرية دأبا على إعطاء المريضات المراجعات للعيادة حقنة تسبب لهن الإغماء ليمارس الرذيلة وهن في حالة إغماء ودون رغبتهن أو علمهن, هذه الحقنة ممنوعة في المملكة لأنها تسبب الإدمان بعد الحقنة الخامسة وهو ما حدث لبعض المجني عليهن , صدر الحكم في هذه القضية بجلد هذين المذنبين لهتك الأعراض وخيانة الأمانة, إلا أن بعض الصحف المصرية المعارضة لم يرقها هذا الأمر وبدأت تعيد نفس الأسلوب السخيف بالضغط على الحكومة المصرية وكيل أنواع السب والتعدي على المملكة حكومة وشعباً, لتتقدم الخارجية المصرية بناء على هذا الضغط بالتماس لتخفيف الحكم وعدم جلد المتهمين . الصحافة المصرية كما قال عنها الجارالله رئيس تحرير صحيفة الوطن الكويتية بلغت في حريتها لحد القذارة وأصبح مسمى الصحف الصفراء ينطبق على بعضها . ولأنني قرأت بعض التعليقات والمقالات المقززة ضد المملكة وضد الشعب السعودي عامة وهو ما أحزنني وآلمني أن تأتي هذه الشتائم من بلد الألف مئذنة وشعب خرج منه علماء كالشعرواي رحمه الله والقرضاوي حفظه الله, وأستغرب أن ترضخ الخارجية المصرية لطلبات الصحف الصفراء وتتقدم بالتماس لتخفيف الحكم ويعلن هذا في الصحف المصرية وبعض الصحف المحلية ودون أن تراعي الخارجية المصرية أن المجني عليهن قد تضررن من عدة جوانب شرعية واجتماعية ونفسية . وكم كنت أتمنى ولازالت أن تقوم الجهات المعنية في المملكة بخطوات من شأنها تحجيم الأقلام المأجورة في تلك الصحف فالموافقة على طلب الخارجية المصرية يعني بالضرورة هزاً لكيان القضاء السعودي وتشكيكاً في مصداقيته وهو الذي يحكم بشرع الله وسيوصم قضاؤنا بوصمة عارٍ تبقى مرفوعة في تلك الصحف الصفراء , فيا وزارة العدل ويا مجلس القضاء الأعلى أرجو ألا تنظروا في هذا الالتماس بطرفة عين. وأيضاً فإن من الواجب في نظري على وزارة الصحة السعودية ووزارة العمل ألا تقف موقف المتفرج الضعيف فالمواطن السعودي كما قال وزير الصحة ليس أرخص من الأمريكي لذا يجب وقف استقدام الأطباء من مصر فأكثر الشهادات المزورة التي اكتشفتها وزارة الصحة السعودية كانت من مصرز ولعله آن الأوان لوزارة التعليم العالي لفتح المجال أمام السعوديين للدخول في كليات الطب بتخفيف شروط القبول وفتح المجال لابتعاثهم المتخرجين والطالبين لهذه التخصصات على أوسع مستوى فنحن نرى الفرق الكبير في إتقان العمل وحسن المعاملة من الكوادر السعودية الطبية للمرضى وأكبر شاهد على أرض الواقع هو تعامل ممرضي وأطباء واستشاريي طب الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية فهنيئاً لوزارة الصحة وجود هذا الطاقم السعودي الرائع , وأسفاً علينا إن بقينا صامتين أمام الصحف الصفراء والأقلام المأجورة وأكثر من أسف إن خفف الحكم ولم يجلد المجرمين ويطبق في حقهم شرع الله . تحيتي محمد بن عبدالله المحمود