لم أكتب طمعا في قراءة أوشعور مغرور بأهميتي ، لكني لم أجد شيئا يروقني في بعض المواقع المعروفة ، ولم تستميلني اليوم أعمدة صحفية أحافظ على قراءتها . لكن استرعاني موضوع النادي الأدبي بالقصيم فأثار حفيظتي وحرضني على الردح بعدما كنت أردح في مكاني سنوات ضوئية على مالايستحق فكيف بحبيبي النويدي الأدبي الذي ضربت به الأندية الرياضية المثل بالبقاء وعدم الصعود فتقول الجماهير المنافسة : \" لن تصعدوا للممتاز حتى يصعد النادي الأدبي \" .. لو سألت موظفا محترما : أين النادي الأدبي ؟ أقل مايفعل التلكؤ وعدم التأكد ، وربما ينكمش وجهه لأنك ذكرته بشيء سمع به ولم يعرف أن اسمه محفورا في ذاكرته إلا بعدما سألته عنه ! فكيف بأهمية النادي ، وإلى أي جهة حكومية ينتمي ، وماأهميته ، وماأوقات دوامه .. ووو .. هو عبارة عن مبنى كمبنى متوسطة محدثة كئيب خامل ، في التاسعة مساء تسمع أصوات الصراصير وتجتاح مسمعيك أصوات سيارات طريق الشاحنات ، وإعلانات باردة باهتة عن محاضرة قديمة عن الشعر القديم أو إشكالات تراثية أكل عليها الدهر وشرب ، وكأن النادي يقابلنا بهذه الاعلانات المقشرة والتي صفرتها أشعة الشمس من الزوال وحتي غروب الشفق الملطخ بالدم - كأنه يقول : أنظروا إننا نعمل ولسنا نائمون كما تتوهمون ! استبشر الناس خيرا بالتغيير الاداري وحلموا بدرب أخضر فضخت عناصر شابة فكانت أصوات من الزمن البعيد وصارت بيروقراطية أكثر من بيروقراطية الرجل العجوز وراحت تفكر بمصالحها الشخصية .. بالمكافآت ، وطباعة كتب النقد والتراث التي عشعشت في أدراجهم ردحا من الزمن ، وفغروا أفواههم لالتقاط الإهداءات الوافدة ، واتسعت عيونهم للتفكير ب \" من أين تؤكل الكتف \" ، وصار النادي منتجعا لارتشاف القهوة والأحاديث الرومانسية بعد هموم الحياة اليومية .. إن الثقافة لاتقبع في الظل لتؤتي أكلها ولاتمارس تعاليا على العامة لتقول \" العلم يؤتى ولايأتي \" وإنما هي هم وطني يشاع كرائحة الربيع يشمها الجميع في البيوت والأماكن العامة ومقر الوظيفة ، وأضعف الإيمان تقليد المؤسسات التجارية برسائل الهاتف النقال عن أنشطة ولو كانت طاردة لمتلقي أكثر من دعوة كريمة . وماأكثر التفاهات والدعايات التي تطاردنا في أكثر مخابئنا خصوصية فكيف بدعاة \" الفضيلة \" و حماة \" الأصالة \" . إن نشر الوعي صناعة أيها الدكاترة وإثبات قدراتكم لايمكن بجلب كتب النقد وجرائد اليوم لتتصفحوها في مكاتبكم المكدسة بالدوريات التي لاتساوي الحبر الذي طبعت به ، بل إن بعضنا ليقول ليت العجوز القديم باق في مكانه فقد كان ينهش بنابه الوحيد ويقرر كما تقرر السلطة الوحيدة بعيدا عن عصابة الحزب . ثم يطالعنا ملتقى النادي الرابع ( القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ) على استحياء كمؤتمر فخم عظيم يفرد جناحية كسرب مستقل يتبرأ من النادي الأب القابع في فندق موفمبيك كمشروع يلقي ماعلية والباقي على الله ثم البيات الشتوي وآخر دعوانا إنا لله وإنا إليه راجعون . لكن سيبقى الضجيج ضجيجا مهما بلغ في عتوه فيمكث في الأرض ، ونحن بانتظار العمل الدائم الجديد وإن قل .. [email protected]