لعل ما يميز مجتمعنا أنه يتعامل مع أكثر الأحداث وفق ما تمليه عليه عاطفته وبخاصة إذا تعلق الموضوع بالدين , قبل فترة طويلة أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة بعنوان القرآن يمنع في هولندا ادخل الموقع وصوت لنصرة الدين مع إضافة شرح مفصل لطريقة التصويت وبعض العبارات المؤثرة التي تجعل القارئ يضيق ذرعاً بحال المسلمين اليوم وكيف يحاربون حتى في قراءة القرآن الكريم, الغريب أن الرسالة كانت على الجوال ولم تكن كالعادة على البريد الإلكتروني, أجبت صاحبي بسؤال هل ستقوم الجهة الهولندية المسئولة عن الإنترنت بحجب مواقع القرآن ؟ فكان رده \" والله ما ادري بس يمكن !! \". المضحك المحزن أن صاحبي أرسل الرسالة لكافة الأسماء المحفوظة بدليل هاتفه وعددهم كما قال أكثر من مائتين وخمسين فهنيئاً لشركات الاتصالات, وأسأل الله أن يكتب له الأجر ويخلف عليه ماله . هذه الرسائل المتنوعة سواء عبر الإنترنت أو الهواتف ماهي إلا استغلال واضح للناس وبلباس الدين والتقرب إلى الله , وسبق أن تكلم الشيخ سلمان العودة حفظه الله عنها وقال في إجابة لسؤال عن الرسائل التي يتناقلها الناس عن منع القرآن في إحدى الدول, قال وهو واع ومدرك إن مثل هذه الرسائل في غالبها ليست صحيحة, ولعل المعنى الذي ذكره حديث الشيخ تضمن أن بعض المواقع الأجنبية عرفت استغلال عواطفنا الجياشة وتعاملت معها بحرفية لزيادة أعداد الزائرين لمواقعها لتكسب مزيداً من الإعلانات فالغربيون أذكياء عندما يريدون وضع إعلان في موقعٍ ما تبحث عن هذا الموقع لتعرف عدد الزوار فإن كان عدد الزائرين كبير فهو موقع جديد لترويج منتجاتها, وهو ما يقدمه لهم المسلمين وأغلبهم لا يعرف محتوى الموقع إنما يدخل فقط ليشارك في التصويت وقد يكرر الدخول لكسب الأجر عند الله . هذا جانب لاستغلال العواطف باسم الدين في شبكة الإنترنت وخارجها الاستغلال مماثل فالمتسولين الذين يكثر فيهم المخادعين يستغلون عواطفنا لاستنزاف أموالنا وبعض مدعي العلم يطرقون أبواب الفتنة لطرح فتاوى تخالف العلماء لينالوا مزيداً من الظهور الإعلامي بسبب تأجيج مشاعر الناس بفتاوى عارضها كبار العلماء الذين أفنوا أعمارهم في طلب العلم . وما أكثر ما نستغل باسم الدين ابتداءً من كرامات المجاهدين في وقت سابق وانتهاء بالتصويت الكاذب لمنع القرآن . سؤالي : هل نشر القصص المكذوبة والمساهمة في التصويت نصرة للدين أم حماقة ؟ تحيتي محمد بن عبدالله المحمود