كثيرون هم أولئك الذين يحاولون أن يكتبوا على ظهر الأرض بعض معالم حياتهم .. ويجدون في أنفسهم رغبة ملحة لولوج طريق التحدي لكنها لحظات معدودة ويعود المتشوقون بالأمس إلى نسيان فصول القصة التي عاشت لحظة في نفوسهم .. يحاولون ثم يتوقفون .. يجهدون تفكيراً ، ويعانون ألماً مريراً أن غيرهم كتب قصة نجاحه ، ودوّن فصول حياته وهم لا زالوا يراوحون ! إن مشكلة هؤلاء قبل أن تكون مشكلة عمل وجهاد وتعب ومواصلة الطريق هي مشكلة فكر .. إن هؤلاء حين يتمنى الواحد منهم الركض في مسرح الحياة تنبري أمامه صعاب الطريق ، وتعرض أمام عينيه كلفة الرحلة الكبيرة ، ثم ما يلبث أن يحدّثه عقله بالصعاب ، ويفرض عليه السجن من جديد ! إن هؤلاء لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة نحو الأمل الذين يريدون حتى يجسروا أولاً على تحرير عقولهم من عقدة الوهم وطول الطريق .. هذه شرارة البداية ، وطريق النهضة للإنسان من أجل كتابة تاريخه من جديد . إن كثيراً ممن دوّن سيرته على مسرح الحياة لم يدونها حتى أذن لعقله وفكره أن يسرح في معالم الرحلة دون قيود ، وكتب له من الحرية وتصوّر النهاية التي ينتظرها أعظم ما يتصوّر إنسان في معنى الحرية . إن الإنسان الذي يريد أن يكتب فصول قصته لابد قبل أن ذلك أن يفك هذه القيود التي كتبتها التجربة القديمة على عقله أو دونتها الأيام البائسة على نفسه ، وحين يطلق لعقله العنان في تصوّر تلك النهاية التي ينتظرها سيرى النور أقرب ما يكون إلى نفسه الحالمه بأيام الإنجازات . إنني أدعو كل إنسان تهزه الأماني ليكتب رسالته على وجه الأرض ، أو يدوّن فصول قصته في تاريخ الناجحين أن يبدأ أولاً بتحرير عقله من تلك الأوهام الجاثمة عليه . دعك أيها الإنسان من تلك اللغة التي تحدثك من الداخل لا تملك مالاً حتى تطوّر نفسك! أو كبر سنك فلم تعد الفرصة قريبة ، أولا تجد المعين في مجتمعك ليشاركك همك ويرحل بك في عالم النجاح .. أو تعيش في أسرة بائسة لا تسمح ظروفها بالفأل والأمل أو الواقع الذي عشته مريراًُ لا يمكنك من استعادة حياتك من جديد .. دعك من هذا كله وابدأ خطواتك القادمة في تحرير نفسك من هذه الأوهام . ينبغي أن تدرك خاصة في بداية الطريق وعندما تحدّث نفسك بالأمل أنك ستواجه عاصفة من اليأس ، وظلاماً من ليل الخوف وسيزف إليك عقلك سير المخفقين والراسبين ، في لحظة ، وسيعطيك عواقب الرحلة من اليأس والفشل وضياع العمر ، ولن يسمح لك لحظة واحدة برؤية الأحلام الجميلة والآمال القادمة العريضة .. لكن ينبغي أن تدرك أن هذه سحابة صيف ، ولحظة اختبار يمليها عقلك لاختبارك قبل أن تبدأ مشوارك الطويل . ابدأ وجدد الأمل ، وافسح للعقل كل ما يمكن أن تتصوّره من أحلام المستقبل الجميل وستكون أنت بذاتك الإنسان الذي يشار إليه في لحظة إعجاب . فإن جاءك مثبّط أو حدثك مخذّل أو شاورك بالوهن ضعيف فاركله عن طريقك ، وامض نحو أحلامك القادمة وقريباً نراك في عالم الناجحين مشعل الفلاحي