ساعات معدودة ،وينطلق أبناؤنا ،إلى حقول المعرفة ،حاملين حقائبهم الجميلة ،ودفاترهم الراقية ،وأقلامهم الأنيقة . يذهبون ،وقد علا الزهو محياهم ،والبسمة ترتسم على شفاههم ،ولديهم ما يدونون به المعرفة ،وينقشون به الروعة ،ويعلنون به الفرح . بينما نجد فئة أخرى ،وقد غاب الفرح عن محياهم ،وقيدت خطوات الحزن مبتغاههم ،فقعد بهم الفقر والعوز ، لا يجدون إلا حقائب ممزقة ،عفا عليها الزمن ، وأقلام جفت ،من كثرة الاستخدام ،ودفاتر تزاحمت بها المعارف ،والمصطلحات . أملهم أن يجدوا للجديد ،رائحة يستطاب عبقها ،فلعل ذلك الجديد يعيد لهم الثقة ،ويبعث الأمل من جديد، لمواجهة مشوار الحياة . حري بنا أن نتكاتف ونتعاون ،وأن نعلم جميعا ، أن الأيتام ،والفقراء ،هم أبناؤنا ،فنجاحهم نجاح لنا وإخفاقهم فشل ذريع ، وأزمة أخلاق ،علينا أن نسرع لتجاوزها ،حتى نحافظ على روعة القيم ،وقداسة المبادئ . فأنى لفقير ،أعياه النصب ،وأرقه السهر ،وأقلقته الحاجة ،أن يبني ذاته ،فضلا عن أن يساهم في بناء أمة ،وكيف يستطيع يتيم أن يمم وجهته ،وعيناه قد أغرورقت في الدمع ،ولا تزيده تصرفات القساة سوى ألم وحسرة . ولسائل أن يسأل ،لكم تبالغ في حديثك هذا ؟! فأين من تتحدث عنهم ؟ حتى نعطي أونمنع ، وأين من تصورهم لنا ؟ حتى نتعاطف ونتفاعل ،وله الحق في ذلك ،فإنهم موجودون ،ولكنهم لا يسألون الناس إلحافا ، وللأسف يتناوب الإناث منهم \"مريول المدرسة \"فهم لايملكون ثمنه ،وليس لديهم ما يعطونه أبنائهم نظير طعام الإفطار . قمة الروعة هنا تتجلى ،في البحث والسؤال عنهم ،ومسؤولية الجمعيات ،والمؤسسات الخيرية هنا ،مسؤولية عظيمة ،ولاننكر مايقومون به من أعمال خيرية عظيمة ،لكن في ظني أن دورهم حيال هذه المعضلة ،دون المأمول والمتوقع ،فيجب أن ندرك جميعا أن أثار هذه المشكلة تبقى ،وجرحها لا يندمل إلا بصعوبة بالغة ،أملي أن نستيقظ ولديهم مالدينا ،وعليهم ماعلينا . الرسالة