ذهب رمضان كما يذهب غيره من الشهور , ولكن لرمضان وقفات وتأملات قبل قدومه , ونفحات في أيامه , ومغفرة وانتصار في أخره, وبالجملة رمضان مدرسة مليئة بالدروس والفوائد , ولعل من أعظم الدروس تلكم العبادة العظيمة , والنافلة الجليلة ((ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)) الإسراء 79 انه درس مكثف لايمكن أن نراه في منظرة الوحيد الفريد ومشهده المتميز مثل ليالي رمضان , توقد المساجد , ويكثر الراكع والساجد . لقد عشنا فيه ليال رائعة , أجمل ليالي الدنيا , سجوداً وركوعاً , تضرعاً وخضوعاً بصلاة التراويح كذا التهجد, ثم نعود لصلاة الفجر , كادت تكون مساجدنا منازلنا ,لعل الحديث يكون عن ذلكم الدرس المكثف الذي طبقناه فعلياً في رمضان تلكم المتعة العظيمة والذه العجيبة ,التي تذوقناها فهل سنستمر في هذه المتعة وذلكم التذوق في أيامنا وشهورنا , قيام الليل شأنه كبير , وأجرة عظيم , من واصل قيام الليل فله وصف جميل لا يوصف به غيره , نعم الرجل . يقول ابن عمر رضي الله عنهما: \" كان الرجل في حياة الرسول إذا رأى الرؤية قصها على الرسول , فتمنيت أن أرى رؤية فأقصها على الرسول , وكنت شاباً وكنت أنام في المسجد على عهد فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار , فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان , وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملكُ أخر فقال لي : لم تُرَعْ , فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : نعم الرجل عبدالله لو كان يُصلي من الليل , فكان بعد لا ينام الليل إلا قليلاً ) رواه البخاري . قال ابن حجر رحمه الله : \" أن من كان يصلى من الليل يوصف بكونه نعم الرجل \". ثم قال رحمة الله: فإن قيام الليل مما يتقى به النار والدنو منها , ولذلك لم يترك ابن عمر قيام الليل بعد ذلك . و مع ما في الأجر والثواب في قيام الليل إلا إن هناك أعجازاً علمياً ,و سراً صحياً , حيث ألف علماء النفس من الاوربيين والانجليز حول فائدة القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والتنفس بعمق , وقد سبقهم رسولنا فقال : عليكم بقيام, الليل فانه دأب الصالحين قبلكم ,وقربة إلى الله عز وجل , ومنهاة عن الإثم , وتكفير للسيئات , ومطردة للداء من الجسد ) رواة الألباني في صحيح الجامع برقم 4079 أخي القاري: إذا عجزنا عن التأسي برسول في قيامه فلا اقل من إن نصلى ركعة واحدة قبل النوم , أو في منتصف الليل , أو في آخرة , يقول أبو هريرة رضي الله عنه ( أوصاني خليلي بثلاث ( ومنها وان أوتر قبل أن أنام ) وكان ابن عمر يحث على قيام الليل ولو بشي قليل ففي قصته مع أبي غالب حيث كان ابن عمر يتهجد من الليل فقال يا أبا غالب ألا تقوم وتصلى ولو تقرأ بثلث القرآن ؟ فقال أبو غالب : يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن ؟ فقال إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ) أيها الاخوه : الله الله بقيام الليل والاستمرار على ذلك ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) كتبه عبد العزيز بن سليمان بن عبدالله التويجري خطيب جامع الشيخ محمد ابن عثيمين بالخبر [email protected]