الأطفال أكثر من ينتظر العيد ويفرح بهلاله وأتذكر حين كنت صغيراً معنى العيد الجميل والفرحة الصادقة والحب والصفاء الذي يكسوا القلوب جميعاً لم أكن أرى ما ينغص العيد ويكدره, لكن الآن حال بعض الكبار يختلف كثيراً عن تلك الأيام فالعيد بالنسبة لهم أزمة وإن لم يكن كذلك ففرحة العيد في نظرهم للصغار فقط . البعض منهم يردد كل عيد هذه العبارة (العيد فرحة الأطفال) وفي نفسه يقول ليت أيامنا الخوالي تعود لنفرح لكن للأسف النفوس تغيرت والناس لم تعد كالسابق الجميع يظهر خلاف ما يبطن وغير هذه العبارات التي تجعله يعيش في قلق أيام العيد . لكني أفكر في حال بعض الرجال فهم يصدرون الحكم مسبقاً على أزمة العيد كما يصفونها ولو أنهم بدءوا بأنفسهم لوجدوا للعيد فرحةً وسروراً كالتي كانوا يعيشونها في صغرهم , ليتهم يستعدون للعيد كما يستعد بعضهم في نهاية العام الميلادي من كل عام عندما يخططون جيداً لحضور احتفالات رأس السنة خارج المملكة مع أناس لا رابط بينهم سوى هذه المناسبة في نادٍ ليلي تفتح فيه الزجاجات الفوارة تحت أنغام الموسيقى الصاخبة والهز الشرقي . أما آخرون ممن يعتقدون أن فرحة العيد ليست لهم فلا يختلفون عن سابقيهم لكن مع فارق التخطيط فليس راس السنة اهتمامهم ولعلهم يعلمون فساده ولكنهم لا يعلمون إفسادهم لفرحة العيد بوجوههم العابسة والمتكدرة والشاحبة والقلق الذي يملأ نفوسهم . يصعب طرح كل النماذج المملة في العيد ويستحيل بالطبع أن تكون هذه الرؤى عامة على كافة الكبار ولكن تخصيصي لهؤلاء ليبحثوا عن فرحة العيد وينزعوا من قلوبهم الكدر ويستمتعوا كما يستمتع الأطفال بقلوب بيضاء صافية نقية مقبلة ففرحة أطفالكم لا تكتمل بدونكم . وكل عام وأمتي بخير . تحيتي محمد بن عبدالله المحمود