الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله و أصحابه وسلم وبعد : ففي مناسبة غالية على قلب كل مواطن محب لدينه ثم مليكه والوطن نحتفل في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لعام 1429ه فسبحان الذي أعطى كل شي خلقة ثم هدى , فللوطن الذي ولد فيه الإنسان ونشاء وترعرع فيه مكانته في القلوب يحن الإنسان لذكرياته وأيام صباه مع والدية وأهلة وجيرانه وأحبابه على حد قول الشاعر : كم منزل في الأرض يألفه الفتى ..... وحنينه ابدآ لأول منزل هذا الوطن تشتاق لذكره القلوب وتأنس عند القدوم إليه النفوس ولطالما تفنن في وصفة الأدباء وتغنى به الشعراء قال الأصمعي ( سمعت أعرباً يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل فانظر كيف تحننه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه) فالإنسان مجبول ومفطور على حب الوطن والإسلام لايعارض الفطرة وإنما يؤكد على أن يكون ذلك تحت رابطة العقيدة الإسلامية قال سبحانه ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلو أنفسكم أو اخرجو من دياركم مافعلوه إلا قليل منهم )) فقرن سبحانه محبة النفس مع محبة الوطن ذلك لأنه من المتأصل في النفوس حب الوطن وحب النفس وأن الإخراج من الوطن وقتل النفوس شاق جداً على النفوس يقول العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمة الله ( يخبر تعالى أنه لو كتب على عباده الأوامر الشاقة على النفوس من قتل النفوس والخروج من الديار لم يفعله الاقليل منهم والنادر فليحمدوا ربهم وليشكروه على تيسير ما أمرهم به من الأوامر التي تسهل على كل أحد ولا يشق فعلها )ويؤثر عن عمر رضي الله عنه قوله ( لولا حب الوطن لخرب بلد السوء ) وكان يقال ( بحب الأوطان عمرت البلدان ) ويقول إبراهيم بن ادهم وهو من الزهاد ( ماقاسيت فيما تركت من الدنيا أشد على من مفارقة الأوطان ) وفي الختام لا أقول ألاكما قال الصنعاني رحمه الله مشتاق إلى بلد الإسلام والتوحيد وإلى أهلها : سلامي على نجد ومن حل في نجدي .... وان كان تسليمي على البعد لا يجدي وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.. كتبه: عمر بن علي العجلان القصيم – بريدة [email protected]