بعد مقالي ساعة إلا ربعا المنشور في موقع عاجل الالكتروني يوم الأحد الموافق 10/7/1429ه, وسبق أن نشر في جريدة (اليوم ) عدد 12720, تتابعت نغمات جوالي ببعض الرسائل متعددة الأساليب , فهذه قصة سرقة محزنة , وأخرى شاكرة للمقال , وثالثة تأمر وتحث على المواصلة , وآخرون اقترحوا عناوين لمقالات قادمة , ومن خلال هذه الرسائل ممن عرفت وممن لم أعرف استوقفتني رسالة من تلك الرسائل, صدرها صاحبها بالحمد على السلامة , فقال حمداً على سلامتك يا أبا حافظ , فقد سُرقت قبلك بمال تركته ...الخ , قرأتها ثم أعدتها مراراً, أطلت النظر فيها كثيرا ,ً لن اذكر القصة فلعل مرسلُها يذكرها وينشرها , إنه القارئ المبدع فضيلة الشيخ خالد القحطاني , ولكن سأقف عند مفردات رسالته التي اختتمها بتلك العبارات , ( أين دورياتنا)؟ وقد تكلمت عنها في مقالي السابق , والأخرى (أين آباؤهم؟ هم المعول في هدم شبابنا ) وبهذه العبارة ذكرني بما لم أذكره في مقالي السابق , حينما ذهبت إلى مركز الشرطة , وانفردت مع ذلكم الشاب المتهم في المختصر , ونحن في الساعة الحادية عشرة ليلاً , وفي أثناء حواري معه رن جواله فقال (هذا والدي), لقد خرجت من العصر ولم أره إلى هذه الساعة , أخذت الجوال منه سريعاً فرفعت السماعة فقلت :نعم , فقال أين محمد ؟ فقلت : من يريده : قال : أنا أبوه . قلت :يا عم , متى خرج ابنك من المنزل وغاب عنك ؟. قال : منذ نصف ساعة فقط . هذا نموذج من أساليب أولئك الآباء والله المستعان , أهو كذب , أو إبعاد التهمة , أم هو العطف الأبوي , اختر ما شئت ,ثم خرجت من المركز فقابلني ولي أمر الشاب الثاني , فقال ما القصة ؟ هل أنت الذي اتهمت ولدي ؟ قلت له لا , إنما يتجولون في الطرقات والشرطة هم الذين قبضوا عليهم . قال (خير إن شاء الله ),ثم رجع من حيث أتى وكان الأمر عاديا عنده يتكرر بين الآونة والأخرى. صدقت يا شيخ خالد, هؤلاء هم معول الهدم , وخذ صورة مظلمة من صور التربية , كنت في لقاء توعوي في يوم الثلاثاء الموافق 23/4/1429ه في إحدى الثانويات الأهلية بالدمام وبعد المحاضرة أتتني أسئلة كثيرة من أبنائنا منها: ما حكم التقائي مع فتاة ليست محرم لي برضى أهلها وأهلي ؟ وقل غير ذلك من صور مظلمة وتربية خاطئة , وليس هذا شان الآباء كلهم يا شيخ خالد , فهناك صور مشرقة للآباء في تربيتهم حيث رأينا أبناءهم في المدارس وغيرها شموعا توضئ الطريق للناس في العلم والأخلاق والابتكار والأدب والنزاهة والصفاء , كثر الله من أمثالهم وبارك الله في آبائهم , أيها الأب المقصر كان بعض الآباء بالأمس فيهم قسوة في التربية قد تكون خاطئة , وعنفوانا في المعاملة قد تكون منفرة , فصغائر الذنوب عندهم ككبائرها , لا يغفرون الزلة, والله يغفر ويرحم , والآن تراعى مشاعر الأبناء وتلبى طلباتهم وإن كانت محرمة , لماذا لانتوسط في التربية, لننجح في المعاملة , فنجمع بين الابتسامة والمحاسبة , والمداعبة والطرفة , والتغافل والفطنة , فنخرج جيلا يحمل الأمانة, ويقدر المسؤولية. إياك إياك أيها الأب أن تقول هذا زمن يصعب فيه التربية , فمع الجهد والإخلاص ستجد النتائج والثمار ,إذ بصلحهم لا ينقطع عملك بعد موتك , ( أو ولد صالح يدعو له) وبدعاء ولدك لك ترتفع درجاتك عالية في الجنة , فتقول من أين لي هذا يارب ؟ فيقول الله تعالى: بسبب دعاء ابنك لك , وان لم يكن كذلك فلك الأجر والمثوبة لصبرك وجهادك, قال تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) (القصص 56( أبو حافظ /عبد العزيز بن سليمان بن عبدالله التويجري خطيب جامع ابن عثيمين بالخبر فاكس / 038153161 البريد الالكتروني : [email protected]