أحيانا ينتابك شعور بالحزن فترمم دمدمات قلبك بالإيمان وتنتهي ,وأحيانا لاترفيء مدامع عينيك إلا أن تسكب عليها الماء ليوقف مجاريها ,وأحايين كثيرة تقف عاجزا أمام مواقف تغرس في قلبك خنجرا من لطام أمواج الحياة ,وغثاء السبيل,وكدر الأيام,كما الطريق إلى مكة يؤلمك حر المصيف ,ووعثاء السفر ,ورتل المشقة ,ولكن ينسيك كل ذلك أول قدم تضعها في ساحة الحرم.... كما الدنيا ونكدها ,وكدر صفوا العيش فيها ,وطول المسافة في قطع أوديتها المتشعبة وبعد الطريق...فيتسلى الفطن بقطع سفره ببروتوكول كيمياء الإيمان حتى يصل إلى جنة الرحمن!! وبعد: إذا رأيت بقرة تبكي يوما من الأيام فعلم أن القيامة أو شكت على القيام ولكنها قيامة الثور الذي سيعلن الحرب بلاهوادة وماذلك إلا أنه ثور يغار على إنسانيته عفوا \"حيوانيته\" وإذارأيت خنزيرا يغني في موسيقى الأسود فعلم أن أنثاه تسفد في الطريق لأن الغيرة معدومة في قانون الخنازير. ربما يبطش بك شخص أحمق فترديه بكلمة \"ياثور \" وإذا تأملت مدلولات هذه الكلمة وجدت أنها تعني الشجاعة والفتوة..أوهناك نهاية موقف آخرلايختلف عن الأول فتسمع طلقات واهية من سيف الغضب \"ياخنزير\"... فتبحث في قاموس اللغات العربية علّك تجد أحدا أثنى على الخنزير, أو منفسا يحلل مدلول تلك الكلمة فتجمع العروبة والعربية ويقوم سيبويه من قبره ليقول لنا :إن كلمة الخنزير ليس لها مدلولات ولامشتقات سوى أن يقال : إن الخنزير :هو الخنزير !! وصدق وأيم الله !! فإن الخنازير حيوانات نجسة محرمة في نظام الكون ونظام الشريعة ! فمن خالف وخرج بأنثاه بقانون التغريب ,والتفسخ والعري عيانا أمام الملأ.. فإن الاستاذ سيبويه أطلقها مدوية فقال :سحقا إن الخنازير لاتعرف...لأنها نكرات ,والنكرة عدم من الإنسانية!! ومن طال في مشيه كالطاؤوس وترأس الكراسي وغوى عن شرائع الإنسانيات كلها فلايقال له إنسان ولاحيوان ولاعدم بل يقال له:القبر موعدنا!! ومن بصق في وجه التأريخ وظلم الحياة بكلمة أو كلمتين أوألف كلمة,فإن مرضا لطيفا يدمر كيانه كاف لإيقاظ بصيرته..لوكان يبصر!! هذه هي المقدمة وأما المقال فلايقال هنا إنمايقال في قلبي ...أوفي قلبك ..أوفي قلبها عبد الكريم القصير - بريدة