لاشك أن التعامل مع الاخرين يتطلب كثيرا من الاحترام والادب لكن هذا لايعني التلبس بلباس المثالية الزائفة والمجماملة الخداعة والتي تسقط مع أول خلاف حول قضية ما 0 فالانسان المثالي هو الذي يتعامل مع الكل بطبيعته التي جبله الله عليها بعيدا عن التصنع والزخرفة 0 فهناك أشخاص لايرعوون في الكيل بمكيالين ويتلونون بعدة وجوه في حياتهم الاجتماعية وما أن تصل الامور ذروتها حتى تسقط الاقنعة الزائفة وتظهر الوجوه على حقيقتها وتتبدل الوجوه المثالية الى وجوه شاحبة كالحة !! ولقد حث الاسلام على حسن التعامل مع الاخرين وعدم الغرر بهم لان الكثير من الناس يتعامل بحسن النوايا ولا اعتقد ان للمثل الالماني الشهير ( كل الناس ضدي الا من يثبت عكس ذلك ) أي وجود في حياة المسلم 0 وربما لبعض العادات والتقاليد السيئة دور في تنمية بعض المثاليات الزائفة كابراز بعض الرجال على أنهم وجهاء بلد وأصحاب مناصب عليا وما أن يفقدوا مراكزهم وتتغير حالهم حتى يخروا من اعين المجتمع ولا يقدمون كما كانوا في السابق من علية القوم !! 0 فالنفاق الاجتماعي شر يفتك بالمجتمع ويقسمه الى عدة طبقات وكل طبقة تنظر للاخرى بعين الاستحقار والسخرية وهذا عكس الحديث الشريف ( لافرق بيت عربي وأعجمي الا بالتقوى ) ولم تأت هذه الطبقية الا بعد أن استشرى النفاق الاجتماعي وصارت المجاملة الزائفة لغة تسود العلاقة بين افراد المجتمع الواحد !0 ورغم اجتهاد بعض طلاب العلم للحد من هذه المعضلة الا ان ( الشق أكبر من الرقعة ) وانصدموا بأن الفجوة تزيد اتساعا و صار المجتمع ضحية لذلك النفاق 0 وحقيقة لا نعرف من المستفيد من هذه الطبقية والكل لامحالة خاسر ولنا في الدول التي يكثر فيها التمييز والطبقيات خير شاهد يقول الشاعر : لما رأت أختها بالأمس قد خربت0000 كان الخراب لها أعدى من الجرب أحمد الروضان