هذا عنوان برنامج تعرضه قناة العربية التابعة لمجموعة MBC وأنا أشاهد هذا البرنامج بعد أخبار الساعة السادسة صباحاً متى ما كان ذلك ممكناً . ومن خلال مشاهدتي لهذا البرنامج رأيت العجب العجاب . فهذا البرنامج يروج بشكل فاضح لما قال به (تشالز داروين) من إنكار الخالق والقوال بالنشوء والترقي . ولا أعلم ما إذا كان القائمون على هذه القناة على علم بمضمون رسالة هذا البرنامج أم لا . والجواب في الحالتين مشكلة . ولكن من باب حسبن الظن بهم أقول بأنهم لا يحيطون بما يجري علماً وأن هذا البرنامج دس من قبل طرف سيئ النية . تقول عالمة الأحياء التي قدمها البرنامج على أنها كذلك بأني أشك فيما إذا كان الإنسان أفضل من الحيوان . قال الله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) صدق الله وكذبت . وهذا البرنامج يسوق لنظرية البقاء للأقوى على افتراض أننا \"أي البشر\" جزء من مملكة الحيوان وأننا نتفارس كالحيوانات ، أي أن هذا البرنامج وبكل وضوح يلغي ما جاءت به الأديان . لا أعلم قول هذه السيدة التي يقدمها البرنامج على أنها عالمة أحياء . أتقول بأن هناك رسل وأنبياء بين الحيوانات \"مثلنا\" أم تقول بأن الحيوانات تصنع السيارات والطائرات والسفن . أم تقول بأن عند الحيوانات قوانين وشرائع ، إذاَ أين حياة الغابة التي تعرفها وتؤمن هي بأننا جزء منها . الحقيقة أنه لا يمكن لليهودي أو المسيحي أو المسلم قبول هذه الطروحات الأحادية ولن يقبل أحد بأن يدخل في بيته مثل هذه الأفكار ، إنها أفكار تدعو للكفر بالخالق العليم . قال تعالى (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) صدق الله العظيم . وقال تعالى (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) صدق الله العظيم إن اعتذار قناة العربية عن عرض هذا البرنامج لن يكفي وإنما يلزمها أن تقوم من خلال ندوات بإيضاح موقفها وجلاء الشك عنها . إن دس السم للناس ، خصوصاً الشباب ، عن طريق هذا النوع من البرامج مؤامرة وجهد تكفيري لأن طرح هذا الفكر بهذا الشكل من طرف واحد ودون نقاش أو تعليق أو إتاحة الفرصة للطرف الآخر ، لمؤامرة لا شك فيها . لقد ثبت بطلان نظرية داروين ، النشوء والترقي على يد أعوانه . فكيف تحفر العربية قبره لتخرج أفكاره الميتة وتحاول إعادتها للحياة . إني لا أملك إلا أن أقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، فكيف يوفر من يؤمن بالله الفرصة للكفر به . والله المستعان مهنا بن عبد الله أبا الخيل