كنت أستغرب وأتعجب يوم أن كنت طالباً في الثانوية وفي الجامعة من الأساتذة الذين يدرسوننا من بعض دول العالم العربي حينما أتحدث معهم يقولون نحمل شهادات الدكتوراة ولا نجد عملاً في بلادنا, فيتكلموا عن قلة الوظائف وكثرة الخريجين , فحصل عندنا ما حصل عندهم, فالشباب في السعودية يحملون شهادات البكالوريوس بتقدير عال ولم يجدوا الوظائف , وكانوا يحدثونني عن السرقات في بلادهم وأنهم لا يأمنون على منازلهم إذا خرجوا منها أن تكسر ويسرق ما فيها , وفي السعودية وقع ما كان يحدث عندهم من السرقات فهذا جار لي يحدثني أن بيته دخله اللصوص وكسروا أحد عشر باباً وأفسدوا فيها, وهذا زميل لي في العمل يحدثني بأنه غاب عن شقته فرجع فوجدها دُخلت وأخذ ما فيها من جهاز الكمبيوتر وأغراض أخرى. أما أنا فقد خرجت من منزلي الواقع في مدينة الدمام ليلة الخميس الموافق 13/2/1429ه بعد صلاة العشاء مباشرة ومعي أهلي وكانت هذه الليلة مصحوبة بالهواء ومعه شيء من الأتربة, ثم رجعت إلى منزلي بعد مضي ساعة إلا ربع فدخلت المنزل من جهة باب النساء فوجدت البيت قد دُخل فأصبح عندي إحساس أن اللص أو اللصوص داخل المنزل ,دخلت إلى صالة المنزل بهدوء والإنارة خافتة ,التفت يميناً وشمالاً فأبصرت دولاب الصالة قد فتح, أوجست خيفة وبعدها وقع بصري على شخص يخرج من المجلس متجها إلى المكتبة, اعتقدت أنه شبح لا حقيقة له , ولكن وللأسف كان شاباً, حاولت أن اخفي نفسي لأتمكن منه, ولكنه رآني , ثم حول مساره إلى المجلس متجها الى الخارج ,حاولت اللحاق به وأنا رافع صوتي ليصل إليه, تعال ولا تخف , أريد أن اذكره وأخوفه بالله واحيي الإيمان في قلبه , ولكن لم أدركه, وبعد خروجي من المنزل وجدت مجموعة من الشباب مقابل المنزل فسألتهم, فقالوا : خرج من جهة منزلك ثلاثة أشخاص من الشباب مسرعين , اتصلت بالشرطة فحضروا سريعاً فأخبرتهم بالحادثة, فقالوا: ما أوصافهم ؟ فقلت : سجلوا الواقعة فأنتم لن تجدوهم وإنما اتصلت عليكم لتضيفوا هذه السرقة مع جملة السرقات المتراكمة لديكم , فقالوا أتسخر منا !؟ فقلت : معاذ الله! ولكن أنتم أعانكم الله لستم شمسا تشرقون على العالم. فركبوا سيارتهم غاضبين, وما أن مضت عشر دقائق إلا وجرس الباب يطرق, وإذا هم الشرطة ومعهم ثلاث أشخاص من الشباب وواحد منهم أوصافه مطابقة لمن رأيته, الزول زوله واللباس قريب من لباسه, فهو يرتدي سترة لونها بيج, وسروال جينز, وقبعة باللون البني ,قلت هذا أوصافه مطابقة لما رأيت , قال لي الشرطي: اتبعنا إلى المركز , ذهبت إلى سيارتي وأنا أحدث نفسي وأتعجب من هذا الفعل وهذا الاستهتار وكيف يكون.. وإذا بجاري المبارك أبي ريان محمد التلال حفظه الله يقف بسيارته فأخبرته فذهل , فقال سوف اذهب معك إلى المركز , وصلنا إلى مركز الشرطة , فوجدنا عندهم لصوص مقبوض عليهم وهم من شبابنا الضائع قد حاولوا اقتحام بنك من البنوك و اعتدوا على السكرتي وكان السكرتي حاضراً يطالب بحقه , أما أنا فاستأذنت الملازم بأن أتكلم مع ذلكم الشخص الذي انطبقت أوصافه , فقال الملازم لا مانع من ذلك , دخلت أنا وذلك الشخص في المختصر فتحدثت معه وأخفته بالله وقلت له لقد رأيت منزلي ودخلت المجلس وعبثت فيه , فقال لي بعبارة لا لم أكن ذلك الشخص, بعد ذلك خرجت من مركز الشرطة وأنا لا أتهم ذلك الشخص مائة بالمائة إلا أن اغلب ظني أنه هو.. أيها الإخوة : مساكين أولئك الشباب فلا مربي لهم , ولا رقيب عليهم , ولا عقوبة تنتظرهم , فتاهوا في أعمال وأفعال أخزى وأحقر الأعمال والأفعال وأسفلها , فمن يا ترى المسئول عن هذا الضعف الأمني؟ الجواب : الجميع , ولكن للشرطة الجزء الأعظم , زيادة مراكز الشرطة , والأفراد , والدوريات , المراكز تشكو من قلة الأفراد, وهم معذورون والحالة هذه, لابد من وضع عقوبات منقطة ومرتبة على من يحاول, ومن يدخل, ومن يسرق, وتعلن أمام الناس في الصحف والإعلام , ولابد أن يكون الجزاء رادعاً وقوياً, استعجال إنفاذ الحكم , فمن امن العقوبة أساء الأدب. أبو حافظ / عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالله التويجري فاكس : 038153161