الكثير ممن أعطاهم الله قدراً من التمكين في الأرض سواء من مال أو جاه أو مركز تجده يسلك سلوكا فيه نوع من التكبر والطغيان والسعي لإضرار أ كبر قدر ممكن ممن له عليهم سلطة, دون أن يفكر في عواقب الأمور ونتائجها , ودون أن يأخذ من قصة قارون وقصة فرعون موعظة تنفعه في حياته قبل مماته , ودون أن يأخذ من عبارة ( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ) مرآة يطل منها كلما دعته نفسه لظلم أ حد أو بخس حقه أو تعمد إيذائه ، وما قول الله تعالى ((إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) إلا مقياساً واضحا أن كلٌ ميسّر لما خلق له , ولن يحصل أي إنسان على أكثر مما كتب الله له مهما بلغ به التكبر والطغيان ، ثم إن الإنسان يجب عليه أن يثمّن عواقب الأمور, ويعلم أن الله يمهل ولا يهمل , كما يجب عليه أن يعلم أن ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ، فلا يستغل موقعه أو منصبه لظلم عباد الله وبخس حقوقهم والتعدي عليهم ، دون أن يفكّر قليلا بأن أحدهم ليس بعيدا أن يحل محله في يوم من الأيام فيكون من تعدى عليه بالظلم والجور هو المسؤول عنه في غمضة عين . وبالمناسبة لازا لت تحضرني واقعة لمسؤول كبير كان يقوم بإجراءات تعسفية باسم الدين والإخلاص وهو منه براء , فظلم الكثير من المرؤوسين تحت يده ونال منهم الكثير وهم صامتون لايبثون شكواهم إلا إلى خالقهم ، وذات صباح وحينما دخل مكتبه الذي أصبح إمبراطورية وجد على جهاز الفاكس ورقة بحجم الفولوسكاب وفيها خبر تعيين بديلا عنه بالاسم الثلاثي , وكان هذا الاسم لأحد من اضطرّهم وضيّق عليهم الخناق , ففرك عينيه مرة ومرة , لكن الاسم لم يتغير فهو هو ، وبعد صمت لم يدم طويلا قطعه صوت جرس الهاتف يسأل عن المسؤول الجديد ليقدّم له التهنئة ، فما كان منه إلا أن أقفل الخط وسلّم لسكرتير مكتبه ( سابقا ) تلك الورقة ليبلغ المسؤول الجديد بالقرار لمباشرة عمله , ويخرج هو غير مأسوف عليه ولا حتى من السكرتير الذي كان بالأمس يأتمر بأمره . ويحضرني بهذه المناسبة قصة طريفة تدل على إن الإنسان يجب أن لا يحقر شيئا أو يستهين به مهما بلغ حجمه أو هيئته ، أو صغر مكانه, وهي أن صاحب أغنام كانت لديه حظيرة أغنام ويهتم بها كثيرا ، فتفاجأ أن حيوان الجرذ أو ما يسمى عند العرب ( ابن عرس ) قد أفسد الحظيرة إما بقضم أواني الماء أو ببعثرة البرسيم أو الشعير, فتضايق منه كثيراً ورأى أن لامناص من أذيّته إلا بالتخلص منه , فعمد إلى وضع سم قاتل في مجموعة من أرغفة الخبز ووضعها قريبا من جحره , ولما أصبح أطل على الحظيرة ليحتفل بالقضاء عليه , ففوجئ بمجموعة من أغنامه وقد نفقت ، ولما استوضح الأمر وجد أن الجرذ قد عمد إلى عض الأرغفة بفمه دون أن يأكلها بل صعد بها جدار الحظيرة وألقاها تباعا من السطح على معالف الأغنام والتي بدورها أكلتها وهي مسمومة فنفقت مجموعة كبيرة منها ، وكأني بابن عرس ينظر إليه بابتسامة صفراء وهو يقول ( من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ) , أما هو فليس بيده الا أن يعض أصابع الندم ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم . عبدالرحمن بن محمد الفرّاج [email protected] ------------------------------------------------------------------------------------------------------------ تعليقات الزوار ابو علي الأخ الكريم : عبدالرحمن الفراج المقال رائع ولكنه أقرب إلى الوعظ منه إلى حمل فكرة معينة ربما تختفي بين السطور .. للأسف لم تضع لنا خيطا بين السطور نستطيع أن نستدل به إلى الهدف الحقيقي لهذا المقال ومن المقصود به .. عموما أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام كما يقال .. تقبل تحياتي منى المحمد لأن التعاليم الدينية بدأت في التناقص تطبيقا فلا نستغرب ان ينمو الانتقام مجرى الدم بالأنسان بريداوي العنوان يوحش احسب ابو زياد يبي ينتقم من المجلس البلدي لكن الحمد لله سلامات كان مقال ممتع وهادف جدا الراضي بارك الله فيك عبد الله الحجيلان مساء الخير للجميع ... تحياتي لكاتبنا ابو زياد مشكلة الموظفين وبذات الحكوميين انهم ينظرون لمراكزهم بأنها \"حق وليست تكليف\": . *نتمنى بأن يكون لدى الدوائر الحكومية دورات خاصة لموظفيها بما يخدم كل قطاع لتثقيف هؤلاء الموظفين وتحسين ادائهم ..بدل انتظار دورات معهد الادارة التي قد تمر السنون تلو السنون بانتظارها وقد تأتي وقد لاتأتي علي محمد الغدير صح لسانك والرجاء من الاخوان المسئولين في جميع المجالات وخاصه الدوائر الحكوميه عدم الظلم واعطاء كل ذي حق حقه والخوف من الله سبحانه وتعالى شكر ابو زياد وكثر الله من امثالك بلوتوث ياكثر الظلمة يا ابوزياد والله ان فيه مسئولة بادارة التعليم اذتنا وطققت كبودنا لدرجة ان ا اللي طبيعي يصدر منها هوالظلم والغير طبيعي هو الطيبة فلو قابلت احدانا ببشاشة اوسهلت لها امر ظننا انها مصيدة او تمويه اوهدوء ما قبل العاصفة عيون الصقر السلطة اياً كان مصدرها هي مثل الخمر في حجب العقل عن الادارك الواعي للسلوك الواجب في مواقف الحياة ويكون الكثير ممن قفزوا على السلطة فجأة قاصراً في القدرة على اتخاذ القرار السليم فالسلطة الفجائية تجعل الخمرة تطغى وتحجب العقل وكلما اكانت هذه السلطة مطلقة وغرست في أرض غير أرضها يصبح شكلها نشاز على سطح الأرض وعفن في الجذور يعمها ابو ريم الأخ ابو زياد : السلام عليكم حبذا لوكان العنوان (الحر تكفيه الاشاره!!!) لأني استشفيت من مضمون مقالك بانك تقصد مسؤول بعينه. فأن صدق توقعي فليس هناك حرج في كشفة وأن كان بطريقه غير مباشره لكي يعرفه الجميع لعل ذلك يكون سببا في صلاحه وتقبل خالص تحياتي ،،،،،،،،،،، ابوريم الجفاف فتذروها الرياح. ابو اروى عبدالرحمن الفراج اسعد الله اوقاتك بالمسرات ابو زياد ... (انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) هذه تكفي ... بارك الله في قلمك