ليالي المحبين طويلة , ودموعهم فيها سكيبة وسكّابة , فلا تجد يدًا حانية تكفكفها أو تربت على كتوف أصابها , فكأن الحبيب دنا حين استشرى الداء ومنّى بوصل حين لا ينفع الوصلُ , فراح في غيابة الحب ضحية الفناء بلا أوبة , فليت شعري أنىّ لهم العيش وهم صرعى لقيد الحب وغرامه , وقتلى مستهامين بصبابته ونشوته ؟ اعتاد كثير من الناس السهر في رمضان , واعتاد المجتمع الإسلامي أن يحوِّل سريعًا أعمال النهار إلى الليل , فكأنهم شاكلوا المحبين في سهر ليالي السُّهاد , وكأنهم طفقوا يزمعون الحب من أوسع أبوابه ومنافذه , وطرقه المسلوكةوالممنوعة تارة , فهنيئًا مريئًا لقلوب العاشقين بدنفهم وجواهم غير المفدى بلال مكبول . من المحبين من تقواه جوارحه مجتمعة حب الحبيب المخلوق , ومنهم من يتملكه حب الخالق سبحانه , فشتان بين حب مخلوق دون حب الخالق ؛ إذ ذاك تستطيب الأنفس تبعًا لمآربها ؛ وإذ ذاك تدنو النفوس من شغاف قلوب محبيها , فإذا الدموع تعج بانهمار بلا انقطاع . عذاب المحب للمخلوق فيه ألم وكثير عناء ووجد مشع , وفيه ولع وتتييم ما بعده شيء , ومحبة الخالق سكون وطمأنينة , فليس من الحق في شيء من أن يتساوى الاثنان أبدًا , هاتيك مشاعر هي بدٌ مما ليس منه بدٌ , فلم يكُ المؤمن صريع الوجد حتى يثخن في اللجوء والتودد للمحبوب , فالمحب للحبيب مطيع , وكل ما يندُّ عنه لا يرتضي عنه مغرمًا أو تكلف , وما ارتأى المحب ممن يحبه سوى الشعور بصبابته , إذ تتوق نفسه إلى قلب محبوبه في كل حين . سهِر الناس في رمضان , فلكل ساهر وجهة هو موليها , فليت الحب يميز بين طرفين قد تشاكلا في الدرجة دون النوع , وليت المحب يفيق طريقه بعد اليوم على أي شيء كان حبه ؟ وما أدري أيضرب عنه صفحًا , ويطوي عنه كشحًا لو راق له النهار بلا سهر ؟ ! في الحديث أن الصيام وجِاء للشاب متعذر الزواج , ومن شرحه أن الصيام يضعف الغريزة , ويعود ذلك الشاب على الصبر , وما رأيت صيام اليوم فيه مشقة , فلا رمض من رمضان , ولا جوع في حياة الشبع الجوفي بأنواع الأطعمة , فعزائي للغرام كيف يكون ؟ ! احمد المهوس [email protected] _________________________ تعليقات الزوار صالح عبدالمحسن ... بريدة يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله ، فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع . وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم . ومن هنا كان الدعاء المأثور \" اللهم عرفنا نعمك بدوامها لا بزوالها \" . وقد خلق الإنسان .. وخلق معه القلق .. أو خلق القلق ثم خلق له الإنسان ليكابده . ولن يزول هذا القلق والهم من الإنسان إلا بطريق أوحد ليله كنهاره لايزيغ عنه إنسان إلا وأهتم واغتم من فراقه ونحن كمسلمين دائما وأبدا كثير الإلتصاق بحقيقة السعادة ونستزيد من معينها في اليوم خمس مرات . ونحن في هذا الشهر الفضيل نجد أننا نسبح في بحر السعادة في نهارها صيام وليلها صلاة وقيام... فشتان يا أحمد لمن يسهر لدنيا ليصيبها ومن يسهر لآخرته سعادة مؤقتة وسعادة مؤبدة...!! ----------------------------------------------------------------------------------------------------- ابو محب لله درك يا أبا شاكر.... لقد وضعت البلسم على الجرح النازف لسكارى العشق المجنون. مقال جد رائع !!! استمر رعاك ربي بحفظه. ------------------------------------------------------------------------------------------------- ناصر الحربي والله يا احمد صرنا ماندري الليل من التهار.. ------------------------------------------------------------------------------------------------------ فهد التويجري كلام يحمل مغزى كبير جدا ------------------------------------------------------------------------------------------------------- منى المحمد البلى بالفضائيات اللي خلتنا مانعرف الليل من النهار -------------------------------------------------------------------------------------------------------- ابو يحي ابن العميد لله درك ابا شاكر ... وهل تعرف بعد مشوار الاسهم للحب طعم ..لقد افسدة حلاوة العشق وطعم الحب وانتهت آمآل العشاق عند باب هئية سوق المال