تعيش محافظة عفيف هذه الأيام أسوة بغيرها من مدن ومحافظات المملكة إقبالاً على المراكز الانتخابية ، وإن كان الإقبال بشكل جيد ، إلا أنه الحدة تزداد في أوساط المرشحين اللذين بادروا إلى تقديم أنفسهم أمام أهالي المحافظة كممثلين جدد ، ولان الانتخابات البلدية حديث الشارع في عفيف كان لنا هذه الوقفات السريعة : المرشحون اتخذوا قراراتهم : وفق ما يدور في المحافظة فإن عددا من المرشحين أعلن قراره مبكرا وبدأ الاستعداد للترشيح ، وقد لوحظ أن أغلب المرشحين بدأوا في استجداء الأصوات عبر الزيارات والاتصالات وأغلبهم من أسماء غير مألوفة على مشهد المحافظة ،بينما مازال هناك جدل يدور حول تفسير مادة في لائحة المجالس البلدية التي تنص على استبعاد أعضاء المجلس المحلي من رؤساء الدوائر الحكومية . الفزعة حاضرة بقوة : رغم أن الانتخابات في دورتها الثانية إلا أنه يبدو أن الوعي الانتخابي سيظل غائبا لدورات قادمة ، فقد ركز المرشحون على استقطاب الناخبين بطريقة " الفزعة" والعصبية القبلية لا بالكفاءة والجدارة ، وقد سجلت المراكز الانتخابية حضورا مكثفا في أحد الأيام الماضية تجاوز ثلاثمائة ناخب لأحد المرشحين فيما تجاوز أحد المرشحين حسب قوله " لإخبارية عفيف " أسماء اللذين سجلوا من أجله مائتي ناخب ، وسط توقعات بأن حسم العضوية لن يتطلب اصواتا كثيرة بعدما الغي خيار الترشيح لأربعة مرشحين دفعة واحدة ، وهو ما يعني أن البعض حسم مقعده مسبقا ولن يعول كثيرا على البرامج الانتخابية المقررة في شهر شوال القادم . غياب الكفاءات والنخب: تدور أحاديث متعددة بأن عدد من المرشحين قد اتخذوا قراراً بالانسحاب من الترشيح بعد ظهور مؤشرات أولية على أن الترشيح لن يكون على أساس الكفاءة والجدارة ، وأنهم لا يستطيعوا المغامرة بعد ظهور استجداء واسع للفزعة وهو ما لا يتوافق مع أطروحاتهم وأهدافهم لخدمة المحافظة . ويقول أحد المرشحين المنسحبين لإخبارية عفيف أنه فضل الانسحاب بعد أن شاهد ظاهرة غير صحية تمثلت في طغيان دوافع الفزعة على كثير من الناخبين ، وأرجع ذلك إلى أن قلة الوعي ، والتذمر من أداء المجلس البلدي في الفترة السابقة وضعف صلاحياته الأمر الذي جعل دافع الترشيح هو الحصول على المصلحة والوجاهة الاجتماعية على حساب خدمة البلد وتنفيذ متطلباته. ويطرح البعض أسماء تستحق التمثيل في المجلس المحلي ككفاءات لها أداور فاعلة وتحمل فكرا تنمويا للمحافظة. فيما تسجل النخب الأكاديمية والفكرية والإعلامية غيابا تاما رغم أن هناك أسماء ربما تجد قبولا واسعا لدى الناخب عندما يبحث عن الكفاءة والجدارة. الإعلام في الانتخابات : كانت هناك تغطية جيدة لفعاليات تسجيل الناخبين ، ويبدو أن تقرير فهد الغبيوي الذي وصف الانتخابات بأنها أصبحت استجداء قبلي كان دقيقا ، ويغيب في إعلام المحافظة مواكبة هذه الفعاليات من خلال التطرق إلى أداء المجلس السابق ، أومناقشة اللائحة المعدلة أو حتى قراءة حظوظ المرشحين الجدد من خلال الاستفتاءات وطرح الرأي . أما المقالات فيبدو أن شعار " فلنصوت للحية الغانمة " الذي أطلقه الكاتب " متعب المرشدي" كانت خطوة استباقية تعبر عن حالة التململ من صخب المجالس البلدية في ظل غياب الدور الفاعل لها ، فأراد أن يحتج بطريقته على ضعف صلاحيات وتشريعات المجلس البلدي بالتصويت بناء على الوصف الدارج " لحية غانمة "وهو الأمر الذي يدور في المجالس " بنصوت لفلان لأنه لحية غانمة "، وطبعا مواصفات اللحية الغانمة نسبية لكن أهم مؤشراته الانتماء للقبيلة أولاً . أما غنيم الشبلان فقد هاجم بشدة أصحاب الفزعة واللذين يطرقون الأبواب لاستجداء الناخب ووصف من يسعى للاستجداء بأنه غير مؤهل وكفء بينما الناخب الذي يعطي صوته فهو يملك ضعفا في ثقافة الانتخاب. أما عضو المجلس البلدي والقانوني الأستاذ خالد جزاء فقد ظهر بمقالة يتحدث فيها عن صلاحيات المجلس البلدي المطلقة حسب اللائحة لكنه لم يشرح أسباب تضجر الأهالي من أداء المجلس في فترته الأولى وإن أشار من حديثه أن التقصير مرده إلى الأعضاء وليس في ضعف الصلاحيات لكنه مطالب بتوضيح الأسباب أمام ناخبيه. خاتمة : بقي من القول " يتمنى المواطن دائما أن يتم التعيين في القطاعات الخدمية بناء على الكفاءة والجدارة ، فهل ستكون خياراته موافقة لأمنياته عندما تتاح له الفرصة لتعيين أعضاء المجلس البلدي "