كشفت مصادر مقربة من مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال سامي الجابر المقال من منصبه، عن أنه لن يخوض تجربة جديدة في الملاعب السعودية، رغم تلقيه اتصالات جادة من شخصيات رفيعة المستوى في ناديي الشباب والأهلي لتوليه الدفة الفنية بأحد الفريقين، مفضلاً خوض تجربة جديدة خارجياً، سواء في أوروبا أو حتى مع أندية خليجية في قطر والإمارات، بيد أنه لن يعلن عنها في الوقت الحالي. وانهالت العروض التدريبية على الجابر منذ تواتر أخبار تعاقد الهلال مع المدرب الروماني لورينتو ريجيكامب، وحتى بعد إعلان الإقالة إلا أنه أرجأ الرد عليها إلى وقت لاحق. ويقضي الجابر حالياً فترة نقاهة في أوروبا، مفضلاً الابتعاد في هذه الفترة عن أجواء الصخب الإعلامية والجماهيرية، بعد موسم طويل وشاق خاضه مع الهلال، قبل أن تنتهي العلاقة أول من أمس بين الطرفين. وسيعود الجابر نهاية الأسبوع المقبل إلى الرياض لإنهاء بعض الالتزامات الخاصة، قبل أن يغادر إلى البرازيل لينضم لطاقم قنوات bein sport، وذلك لتحليل مباريات مونديال كأس العالم الذي سينطلق في 12 يونيو المقبل. ورأى كثيرون أن تجربة الجابر كانت جيدة قياساً بالنتائج التي حققها، رغم أنه لم يحقق أي لقب، ورغم الضغط الجماهير والإعلامي الذي واجهه الجابر طوال موسم طويل وشاق، كان مليئاً بالأحداث التي كانت في بعض الأحيان مؤثرة ومحبطة لأي شخص يعمل ليل نهار لينجح في الوقت الذي توضع في دربه العراقيل والحرب الباردة التي كانت تمارس ضده من عدة جبهات، وتسعى لعرقلة مسيرة الجابر كمشروع مدرب وطني مؤهل للنجاح والذهاب بعيداً. وعن ذلك، أكد المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن إدارة الهلال لم توفق بقرار إقالة الجابر، منوهاً بأن الإقالة لو كانت في منتصف الموسم لحظة تردي النتائج حينها لكان القرار أفضل، مشيراً إلى أن أداء الفريق تحسن في الربع الأخير من الموسم وتوجه بالتأهل لربع نهائي دوري الأبطال الآسيوي مع أداء ممتاز، وقال "كان من المفترض أن يواصل سامي التجربة، لا سيما أن عقده لمدة سنتين، ومن الممكن أن يواصل نجاحاته"، معتبرا أن تجربة سامي "ممتازة جداً قياساً بالنتائج"، مضيفاً "حتى ولو كانت البداية غير جيدة، إلا أن الفريق تطور بشكل تصاعدي ونافس على البطولات هذا الموسم، وحقق وصيف بطولتي الدوري وكأس ولي العهد وتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا، وهذا عمل فني جيد من الجابر، رغم الظروف المصاحبة بعدم وجود إداري كاف، وبعد الرئيس لفترة طويلة عن النادي، بجانب الإصابات وخلافه". وأكد الخالد أن الجابر يحمل فكرا عاليا جدا، نظراً لتاريخه العريض كلاعب ومشاركته في 4 مونديالات لكأس العالم، بجانب معاصرته لأكثر من 25 مدرباً طوال مسيرته الرياضية، الأمر الذي منحه حصيلة علمية واحترافية عالية، وأبان أنه كان من الأولى منحه الفرصة لمواصلة عمله الموسم المقبل، مدللاً بوجود مدربين أخذوا فرصتهم الكاملة، رغم قلة إمكاناتهم الفنية، وقال "هناك مدربون أخذوا فرصتهم وهم أقل بكثير من الجابر على مستوى الفكر والعمل والتجربة والخبرات أيضاً، وكانت فرصة سامي كبيرة في أن يواصل ويحقق إنجازاً للهلال، بعد أن تحسن معه الفريق كثيراً من ناحية التنظيم والتوازن على الأقل في الجزء الأخير من الموسم". ورفض الخالد ربط العمل الفني بتحقيق البطولات حتى ولو كان الهلال اعتاد أن يحقق بطولة كل موسم، مضيفاً "العمل الفني المقدم جيد، ولكن نحن نقيس على المعطيات الظاهرة أمامنا، ولا نعرف بواطن الأمور داخل البيت الهلالي". وراهن الخالد على نجاح الجابر مع أي فريق يقوده مستقبلاً، وقال "سامي يملك حصيلة من الخبرات والتجارب، بجانب الفكر الاحترافي العالي، وأنا متأكد أنه سينجح مع أي ناد، حيث يعد الآن في بداية طريق قوي، وكان حضوره جيداً محلياً وقارياً، وترك لنفسه بصمة ممتازة كبداية مدرب لم يقدمها أي مدرب سعودي سابق، والفرصة لو منحت له محلياً أو خليجياً سيحقق النجاح والحضور لأنه يملك روح التحدي ودائماً ينهض من الكبوات صوب النجاحات". وتحدث الخالد عن المدرب الجديد ريجيكامب، وأكد أن المدرب الروماني سيأتي في وقت قصير جداً وعليه أن يعرف الفريق قبل بداية الموسم وسيكون أمام مهمة صعبة لوجود استحقاقات مهمة، أولاها ربع نهائي دوري الأبطال الآسيوي، وأضاف "حتى على مستوى البطولات المحلية سيكون تحت الضغط حتى يحقق نتائج إيجابية، بالذات وأن الهلال مطالب بالعودة لجادة البطولات بعد موسم ماض خرج منه خالي الوفاض". يذكر أن التعليق الوحيد للجابر كان عبر صفحته الرسمية عبر "تويتر"، وذلك عبر تغريدات متتابعة وجدت تفاعلاً غير مسبوق من أنصار ناديه، قال فيها "التغيير هو سنة الحياة وسأغادر تدريب الهلال، سواء كان ذلك اليوم أو غداً، ودافع القرار هو مصلحة الهلال، وإذا كان من إيجابية لهذا القرار على المستوى الشخصي فهو ما وجدته من دعم جماهيري لم يسبق أن حظيت به طوال مشواري الرياضي، وإذا كان من أمر سلبي فيما حدث فهو تعرض قامات رياضية لها فضل كبير على سامي الجابر ودعمتني منذ أن وطأت أقدامي المستطيل الأخضر". واستطرد "إذا كانت الجماهير الغالية تثق بقدرتي على النجاح كمدرب فكل ما أرجوه منهم عدم حرماني من دعمهم وإنصاف الرجال الذين وقفوا مع سامي وشكرهم، إلا أنني أدين بالفضل والشكر لرئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد لمواقفه المشهودة معي، ولا أنسى أعضاء شرف الهلال الذين كانوا وما زالوا العون والسند لي، وأخص بالذكر الأمراء عبدالله بن مساعد وفيصل بن سلطان وسعود بن سلطان وأحمد بن سلطان على إيمانهم بقدرتي على صناعة نجاح كمدرب محترف، وسأكون عند حسن ظنهم حتى ولو كان في موقع آخر، كما أشكر الأمير الوليد بن طلال لاهتمامه الشخصي بي ورغبته في نجاح الشباب السعودي في جميع المجالات، وشكرا للجميع سواء من وقف مع سامي أو كان في الصف المعارض، وعندما حققت النجاح كلاعب لم يكن الطريق مفروشاً بالورود، ولن يكون كذلك كمدرب".