كسب المدرب الوطني خالد القروني الرهان ولم يخيب نظرة الإدارة الاتحادية في إمكاناته عندما قررت الاستعانة بخدماته للإشراف الفني على الفريق خلفا للأوروجوياني خوان فيرسيري. وتولى القروني المهمة في ظرف دقيق وتوقيت صعب ووسط موج من المشاكل الإدارية والفنية والمادية، ونجح بانتشال الفريق وإعادته لوضعه الطبيعي كأحد الفرق الكبيرة وقاده لربع نهائي دوري أبطال آسيا رغم افتقاده للعنصر الأجنبي وعنصر الخبرة، مسجلا اسمه كثاني مدرب سعودي يقود فريقه لهذا الدور من البطولة بعد عبداللطيف الحسيني الذي قاد الشباب من قبل لدور الثمانية. وفاز الاتحاد على مواطنه ومضيفه الشباب (3-1) أول من أمس في إياب الدور الثاني، بعدما تغلب عليه (1-صفر) ذهابا. وبدأ القروني مهمته الرسمية مع الاتحاد عقب خسارته في الدوري السعودي أمام الرائد (1/ 2)، ثم الخسارة آسيويا أمام تراكتور سازي الإيراني (صفر/1)، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أشرف على الفريق في 15 مباراة منها 3 مباريات في الدوري و4 في كأس الملك و7 في دوري أبطال آسيا، ففاز في 9 مباريات وتعادل في واحدة وخسر 5، اثنتان في الدوري أمام النصر ونجران، واثنتان أمام الأهلي في نصف نهائي كأس الملك، وواحدة أمام لخويا القطري في دوري أبطال آسيا. ولم يقتصر دور القروني على التأهل وتحقيق النتائج الإيجابية، بل عمل على الجانب النفسي بشكل كبير ونجح في إعادة بعض اللاعبين إلى مستوياتهم المعروفة ومنهم هداف الفريق مختار فلاتة، واللاعب الموهوب فهد المولد، فضلا عن الزج بعدد من اللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة الكاملة كالمدافع طلال عبسي، ولاعب المحور جمال باجندوح، والنجم عبدالفتاح عسيري، الذي كان حبيس مقاعد الاحتياط بداية الموسم. ورغم النجاحات التي حققها القروني مع الأندية التي أشرف عليها ومع المنتخبات السنية طوال السنوات الماضية، فإنه لم يحظ بالدعم وتسليط الأضواء عليه، فقد اعتلى رأس القيادة الفنية لفريق الرياض مرتين في 1992 و1998، وفي المرة الثانية كان الفريق يعاني من ترنح في النتائج وضعته على حافة الهبوط إلا أنه نجح في المهمة وأبقاه ضمن الدوري الممتاز وبنتائج كبيرة، حيث هزم النصر والاتحاد بالأربعة وفاز على التعاون قبل جولتين من النهاية ليتأكد بقاؤه. واستمر القروني في قيادة الفريق وحقق نجاحاً آخر بوصول الفريق لنهائي كأس ولي العهد، ولكنه خسر النهائي أمام الأهلي بعد الخسارة بالهدف الذهبي (2-3). ويعد عام 2003 من أفضل الأعوام التدريبية للقروني، حيث حقق إنجازاً حين تولى تدريب الوحدة وقاده إلى الصعود للدوري الممتاز، وبعد أشهر قليلة تولى تدريب الاتحاد، الذي عانى من تعدد المدربين وضعف النتائج وقاده للفوز بلقب الدوري بعد الفوز على الأهلي في النهائي (3/ 2) ليحقق لقب الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى في الموسم نفسه مع الاتحاد والوحدة. كما أسهم بصعود الحزم الى دوري الأضواء للمرة الأولى في تاريخه عام 2005. وحقق القروني عام 2010 إنجازا بتأهل منتخب السعودية للشباب إلى نهائيات كأس العالم في كولومبيا، والتي أقيمت في 2011 ووصل فيها الأخضر إلى دور ال16 قبل أن يخسر أمام المنتخب البرازيلي الذي أحرز لاحقا اللقب. كما نجح القروني في قيادة المنتخب الأولمبي السعودي للمباراة النهائية في بطولة كأس آسيا الأولى تحت 22 عاما، التي استضافتها سلطنة عمان مطلع العام الحالي، قبل أن يخسر النهائي أمام نظيره العراقي (صفر/ 1). ويمتاز القروني بخبرة عريضة في التعامل مع الجيل الجديد من الشباب، حيث منحهم الثقة التي انتزعها منهم اللاعب الأجنبي ولاعبو الخبرة، الذين مع مرور السنين تقل عطاءاتهم. ووظف القروني الجيل الشاب في المنتخب وفريقه الحالي توظيفا سليما، حيث كان مكتشفاً قبل أن يكون مدرباً، وأتاح الفرصة للوجوه الشابة مع الإبقاء على بعض لاعبي الخبرة والمحترفين الأجانب على دكة الاحتياط ليصل بالفريق الاتحادي إلى ربع النهائي الآسيوي بأقدام سعودية شابة تعد الأصغر على مستوى البطولة. وامتاز الفريق الاتحادي الذي قدمه القروني بالوجوه الشابة التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 عاما باستثناء بعض اللاعبين الأجانب الذين شاركوا الفريق مبارياته الأخيرة، والذين امتدح أداءهم وحماستهم المحلل الرياضي محمد عبدالجواد. وبالأرقام، بدا أن الاتحاد سلخ جلده القديم بعدما كانت أغلب أعمار لاعبيه في المواسم الماضية تتراوح ما بين ال28 وال36 عاما، مركزا على لاعبي الخبرة، حيث باتت أعمار لاعبيه في الموسم الحالي لا تزيد على 24 عاماً وأغلبها في ال18 وال19 عاما، فالحارس المبدع فواز القرني من مواليد 1992، أما المدافع أحمد عسيري فمن مواليد 1991، وهي ذات مواليد المهاجم محمد العمري، في حين أن الظهير الأيسر محمد قاسم من مواليد 1995، كما يبرز المدافع باسم المنتشري (1990)، ويشاركه المواليد ذاتها محمد أبو سبعان، ويصغرهما بعام معن الخضري، فيما المهاجم فهد المولد من مواليد 1994، وزميله جمال باجندوح من مواليد 1992، وطلال العبسي من مواليد 1993، والهداف عبدالرحمن الغامدي ومثله عبدالفتاح عسيري من مواليد 1994.