نجح باحثون أمنيون في اكتشاف ثغرة وصفوها بأنها "بالغة الخطورة"، في برنامج أحد أشهر التطبيقات المستخدمة لتشفير وتأمين المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، من شأنها أن تهدد خصوصية مستخدميها وبياناتها. وعثر الخبراء على الثغرة في تطبيق "OpenSSL"، مفتوح المصدر، وأطلقوا عليها اسم "Heartbleed" أو "نزيف القلب"، وتكمن خطورة هذه الثغرة بالمقارنة مع الثغرات الأخرى أنها تمنح قراصنة الكمبيوتر "الهاكرز" فرصة كبيرة للوصول إلى قدر كبير من أدق البيانات الشخصية للمستخدم وأكثرها حساسية. وأصبحت شركة "ياهو" أول الشركات الكبرى المتضررة من "نزيف القلب"، حيث دعا موقع " Tumblr"، المملوك لياهو، المستخدمين إلى ضرورة تغيير كلمات المرور ليس على الموقع فحسب، بل لجميع المواقع التي يستخدمونها. وهو الإجراء الذي قلل من أهميته بعض الخبراء، مؤكدين أن الخطر سيظل موجودا طالما ظلت الثغرة بدون علاج، ومع استحالة الابتعاد عن استخدام الإنترنت بشكل كامل، فقد نصحوا بعدم القيام بأي عمليات من شأنها أن تكشف عن بيانات حساسة للمستخدم، على غرار الشراء عبر شبكة الإنترنت، أو القيام بمعاملات بنكية من خلالها. وما يزيد من خطورة الثغرة هو المدى الواسع الذي يُستخدم فيه تطبيق "OpenSSL" عبر مواقع الإنترنت، حيث تشير التقديرات أنه موجود على نحو 66% من أجهزة الخوادم "السيرفر" العامة على شبكة الإنترنت. ويمكن للهاكرز عبر الثغرة الحصول على المفاتيح السرية المستخدمة في تشفير حركة البيانات، والتنصت على الاتصالات وانتحال شخصية الخدمات والمستخدمين، ما يعني إمكانية الحصول على الأسماء وكلمات المرور الخاصة ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها من البيانات الشخصية للمستخدم، في ثوان معدودة. وحسب سكاي نيوز جاء الاكتشاف منذ أيام قليلة عبر شركة "Codenomicon" الأمنية، بالتعاون مع الباحث الأمني لدى غوغل "نيل مهتا"، وهما من أطلقا عليها هذا الاسم. وقامت الشركة المطورة لتطبيق "OpenSSL" بإصدار تحديث، من شأنه أن يصلح الثغرة، وإلى جانب هذا التحديث فإن المواقع الإلكترونية سيكون لزاما عليها تحديث العديد من البروتوكولات الأمنية المستخدمة على غرار المفاتيح والشهادات التي تساعدهم على تحديد هوية زوارها. ولكن المشكلة حاليا ستكمن في افتقاد المستخدم للثقة في المواقع الإلكترونية، خصوصا أن الخبراء الأمنيين أكدوا أن الهاكرز يمكنهم الاستفادة من الثغرة أيضا لإنشاء نسخ مزيفة من المواقع الإلكترونية التي اعتاد المستخدم على زيارتها بهدف خداعه لإدخال بياناته الشخصية.