ثمة أختان «هدى وفضيلة» دخلتا عالم الإنترنت منذ عام يزيد قليلا أو ينقص قليلا، فتحتا «إيميلا» وبدأتا ترسلان رسائل يومية على بريدي وربما على بريد باقي الزملاء، تحمل الرسائل لغة حادة جدا، مليئة بالشتائم والافتراء على البشر، ويمكن للأختين أن تفتريا على من لا يروق لهما، وتلفقا الأكاذيب حولهم، في الوقت نفسه تقدم الأختان «هدى وفضيلة» أنفسهما على أنهما حارستان للفضيلة، فبداية الرسالة دائما آية من القرآن الكريم، هذا الكتاب المقدس والمنزه والمطهر، لهذا لا يمسه إلا المطهرون. ثم بعد الآية الكريمة تبدأ حفلة الشتائم، ولست أدري من الأفضل بالشتائم هدى أم فضيلة، لأنهما لا تحددان هل هذا الردح لفضيلة أم لأختها هدى الأكبر سنا. هدى وفضيلة لديهما خلل في فهم من هم أعداء الدين، في إحدى الرسائل تقولان: «ويتواصل فشل أعداء الدين». من هم أعداء الدين الذين يحاربون الإسلام ؟ تجيب هدى وفضيلة : «الفتيات اللاتي اقترحن فكرة (سأقود سيارتي في 17 يونيو)، وأن هؤلاء ومعهم العملاء والخونة والمفسدين من غلاة الرافضة والليبراليين «شاهت وجوههم ورد الله كيدهم في نحورهم». الحق يقال: لا أعرف كيف يمكن لقيادة السيارة أن تجعل الإنسان عدوا للدين، وهل هذا ينطبق على الرجل أيضا، وبالتالي علينا أن نكف عن قيادة السيارة طالما عقيدتنا ستوضع على المحك ؟ ما أعرفه أن «هدى وأختها فضيلة» لأسباب أجهلها مورس عليهما الاضطهاد منذ طفولتهما، لهذا أصبحتا عدوانيتين ، وهذا تحديدا يجعلني أتعاطف معهما، وأتمنى من حراس الفضيلة أن يناصحوا «هدى وفضيلة» باللين والحب، علهم يقنعوا الأختين بألا تحشرا القرآن الكريم داخل شتائمهما، فيظن البعض أن الإسلام يبيح الشتائم واللعن والكذب على الناس.. يقول أحد الحكماء: «في القرآن والإسلام الكثير من القضايا المهمة التي لا يمكن أن تترك لهدى وأختها فضيلة».