بدأت انتخابات المجالس البلدية قبل بضع سنوات وكانت تجربة جديدة بالنسبة للمجتمع السعودي الذي لم يألف صناديق الأقتراع من قبل . كان هناك من يؤمل لهذه التجربة أن تنجح وكان هناك من يتوقع لها الفشل وهي نتيجة متوقعة ولا تشكل استغرابا بين الناس في ظل حداثتها وضعف ثقافة الانتخاب لدينا في مجتمع يستمد تكوينه من القبلية أو المناطقية.. وبعد سنوات عديدة نستعد هذه الأيام للانتخابات البلدية في دورتها الثانية ، وقد شكلت لجان الناخبين والتي ستبدأ أعمالها بعد منتصف هذا الشهر بإذن الله ولكن ما يثير الاستغراب الآن وبعد خوض تلك التجربة السابقة هو استمرار الجهل بثقافة الانتخاب لدى غالبية المجتمع من ناحيتين: الأولى: تتمثل في جهل المترشح لعضوية المجلس البلدي حيث حول هذا الانتخاب إلى ما يسمى ( الفزعات ) وهذا يعني أن الناخب غير مقتنع بالمرشح أو ببرنامجه الانتخابي أصلا وإنما منحه صوته من باب الفزعة أو الحياء أو لان المرشح سبق غيره إليه وجاء إلى بابه طارقا وطالبا العون والتصويت وان كان هذا حال المرشح فمن البديهي ألا يدرك مهامه المناطة به ويجب علينا أن لا نحمله ما لا يحتمل وننتقده في تقصيره لاحقا . أما الثانية فتكمن في جهل الناخب الذي يمنح صوته وهذا هو الداء الذي ليس له دواء فانعدام ثقافة الانتخابات لدى الناخبين هي انتفى لتحقيق المصالح المرجوة من هؤلاء المنتخبين فكيف نطالبهم بمزاولة مهامهم وتحقيقها في ظل غيابها لدينا وجهلنا نحن بها ولعل هذه الصورة تجلت في الانتخابات السابقة وعكست آثارا واضحة لاحظها الجميع في معظم مناطق ومحافظات المملكة ولكن لماذا بقيت على حالها ؟هنا يطرح السؤال ونحن نلاحظ كثرة من يطرق الباب هذه الأيام من أجل الانتخابات القادمة إنني أتوجه لكل من يقرأ هذا المقال أن يعرف من يختار ليكون عضوا للمجلس البلدي ويكون أمينا في إعطاء صوته وان يعتمد على معايير موضوعية مبتعدا عن الفزعة والحمية لتكون المصلحة العامة نصب أعيننا ومقدمة على جميع المصالح . وفق الله الجميع