حذر مختص في مجال الأمن السيبراني من الركض وراء أوهام عصابات الاحتيال الالكتروني الذين يستخدمون طرقا مبتكرة تبدو بعيدة عن النصب والاحتيال لكنها من صميمه، كأن يطلب الضحية وجبة عشاء عبر محرك البحث "Google"، فيخرج له موقع وهمي مشابه لموقع أحد المطاعم الشهيرة، فيعرض عليه الوجبة الفاخرة ب5 ريالات، بدلا من سعرها الأصلي في قائمة طعام المطعم 45 ريالا، فيقوم بحماسة بتعبئة النموذج الوهمي ظنا أنه يتعامل مع المطعم الأصلي، ويتم بعد ذلك سرقة مبالغ حسابه البنكي لأنه ببساطة شديدة أعطاهم وهو لا يعلم إذن الدخول لحسابه عبر الموافقة على الأرقام المرسلة الناتجة عن عملية الشراء، ما يوقعه ضحية لجهله. وشدد م. محمد العوامي على أهمية تثقيف الشخص لنفسه ومواكبته لأساليب النصب التي يحقق من خلالها بعض المجرمين أهدافهم التي تتمثل في الحصول على معلومات شخصية أو سرقات مباشرة من الحساب البنكي، مؤكدا ل"الرياض"أن المشكلة ليست ضعف أنظمة المملكة وقوة حمايتها، بل في الشخص نفسه". وتابع "إن المملكة تعتبر من الدول القوية جدا في مجال الأمن السيبراني ولا يمكن اختراق أنظمتها لأنها في حالة تحديث دائمة، ولم تحصل على المركز الثاني عالميا في مجال الأمن السيبراني من فراغ، بل لوجود عمل مستمر وقوي". وأضاف "إن المملكة تحظى بثقة المستخدمين في الداخل وفي الخارج وذلك كنتيجة طبيعية لقوتها في مجال الأمن السيبراني، بيد أن المشكلة التي نلاحظها من عمليات النصب والاحتيال الالكترونية تكمن في غفلة الشخص المستهدف من قبل العصابات المنظمة في هذا الجانب، لذلك لا بد من الحرص الشخصي على التثقيف المستمر ولا بد من عمل أساليب مهمة من قبل الجهات المعنية في صنع محتوى مضاد لتلك العصابات". وشدد على أن الأمن السيبراني إن ضعف في أي دولة يعني تحقق خسائر اقتصادية واجتماعية فادحة وهو ما نشاهده من هجمات سيبرانية في دول عدة، وقال: "إن المملكة تنعم بقوة كبرى في هذا المجال وهذا نتيجة للتخطيط السليم، ونحن ندرك حجم الجهود التي تُبذل في مجال الأمن السيبراني في المملكة كمتخصصين، ومن خلال ما نشاهده من النتائج الواقعية التي تضمن عدم الاختراق لا سمح الله، فأنظمة البنوك قوية جدا ولم تسجل حالة اختراق مصدرها ضعف النظام بل يبدوا ان مصدرها صاحب الحساب الذي يفرض جهلا منه بالأرقام السرية فيسهل اختراق حسابه من طرف الغير"، مشيرا إلى أن المملكة فيها إمكانات عالية تمكنها من صنع حماية في مجال الأمن السيبراني. وذكر بأن المملكة وفي ظل الدعم اللا محدود من قبل القيادة الرشيدة رفعت من كفاءة المواقع الحكومية الالكترونية، وقال: "إن المواقع الحكومية في المملكة تتميز بكفاءة عالية وسهولة استخدام، ما يجعلها نموذجًا يحتذى به في المنطقة. يعود ذلك لعوامل عدة، منها الدعم الحكومي، تطبيق أفضل الممارسات، إذ تلتزم المواقع الحكومية بأفضل الممارسات العالمية في تصميم وتطوير المواقع الإلكترونية، بما في ذلك سهولة الاستخدام والوصولية والأمان، توفر الخدمات الإلكترونية، إذ لدينا مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية للمواطنين والمقيمين، ما يُغني عن الحاجة إلى زيارة الدوائر الحكومية شخصيًا، والتحديث المستمر له دور مهم في تقوية المواقع الالكترونية". وعن الأمان قال: "تُطبّق المواقع الحكومية معايير أمان عالية لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين"، مشيرا إلى أن المملكة احتلت المرتبة الأولى في مؤشر نضج المواقع الإلكترونية الحكومية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022، وذلك وفقًا للمفوضية الأوروبية.