في مثل هذا اليوم من عام 1960 قدمت الأرجنتين شكوى إلى الأممالمتحدة ضد إسرائيل بسبب قيام الأخيرة باختطاف الزعيم الألماني النازي أدولف إيخمان من الأرجنتين ونقله سرا إلى إسرائيل حيث حاكمته إسرائيل في محاكمة سرية بتهمة الاشتراك في جرائم إبادة اليهود في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وصدر ضده حكم بالإعدام وجرى تنفيذ الحكم وحرق جثته ونثر رمادها في مياه البحر المتوسط. وكما هو الحال دائما في العلاقة بين الأممالمتحدة والكيان الصهيوني رفضت الولاياتالمتحدة إصدار أي قرار يتضمن أي عقاب للدولة الصهيونية التي انتهكت القانون الدولي عندما سمحت لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بالعمل على الأراضي الأرجنتينية واختطاف شخص كان قد حصل على جنسية الأرجنتين ببيانات مستعارة ونقله سرا إلى إسرائيل. كان إيخمان قد نجح في الهروب من ألمانيا بعد هزيمتها ودخول قوات الحلفاء إليها في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتنقل بين العديد من دول العالم حتى استقر به المقام في الأرجنتين بشخصية مستعارة. ولكن إيخمان قرر في بداية عام 1960 الخروج من مخبئه وتحطيم جدران الصمت والكشف عن الاتفاقات السرية التي عقدتها الحركة الصهيونية مع الحكومة النازية لإجبار اليهود في أوروبا الشرقية على الهجرة إلى فلسطين. وخشي قادة إسرائيل ورجال مخابراتها من أن يفضح إيخمان تعاونهم السري مع النازية وتورطهم في المتاجرة بحياة يهود أوروبا فحذروا إيخمان وطلبوا منه أن يتوقف عن سرد ذكرياته أو كتابة مذكراته إلا أنه لم ينصت لهذه التحذيرات، واعتقد ان إقامته في الأرجنتين الذي كان يعيش فيها متخفيا توفر له الأمان، وبدأ بالفعل في نشر مذكراته بمجلة لايف الأمريكية. وتولى رئيس الموساد في ذلك الوقت عيزرا هاريل الإشراف على خطف ايخمان وإسكاته إلى الأبد.. وبعد بحث مضن استمر طويلا عرفوا مكانه وتم خطفه وإيداعه أحد الأماكن في مدينة سان فرناندو، وذهب هاريل رئيس الموساد بنفسه لاستجوابه هناك لمدة 23 يوما، نقل بعدها سرا إلى إسرائيل لمحاكمته.
