أليس غريباً وعجيباً أن يقوم أعداء الفضيلة وأصحاب الحملات المغرضة على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -الذين شنوا حرباً شعواء بغية إقرار تأنيث المحلات تحت راية الحفاظ على المرأة من الرجال الأجانب- بالانقلاب على مبدئهم ويطالبون بمحاربة من يمنع المرأة من البيع للرجال الأجانب! لقد "تبرمجت" بواطن عقولهم على مهاجمة الدّين والعاملين في محيطه في تناغم غريب يجعل الحليم حيران! فكيف يكون هؤلاء الكتاب، وتلك الصحف، ينتمون إلى بلد شريعته الإسلام وصحافته وكُتابها يحاربونه عياناً بياناً جهاراً نهارا!؟ إن انقلابهم على مطالبهم ومبادئهم السابقة ليس جديداً، فالحوادث والقضايا تتكرر، ولا تستبعد أن ينقلبوا على شريعة بلد احتضنهم واحتواهم، متى ما كانت الفرصة سانحة وتوافق مصالحهم. بل إن آخر اهتماماتهم أمن وطمأنينة هذا البلد.. وإلا فكيف نفسر صدودهم عن مقتل رجال الأمن في العوامية بحجة عدم انتهاء التحقيق كما صرح بذلك بعضهم!. في حين أنهم هاجموا الهيئة قبل بدء التحقيق! وهاجموها بعده! على الرغم من "السوبر تحقيق" الذي تم إنجازه في زمن قياسي؛ حيث اشتمل على تقرير ونتيجة وإدانة واعتذار من طرف واحد فقط، وبناءً عليه على رئيس الهيئات ألا يحلم بسكوت أقلام "أعداء الفضيلة" عنه، ولا عن جهازه، حتى لو كتب ألف ألف اعتذار، أو ألف ألف تحقيق "انبطاحي"! فقضيتهم مع الإسلام عامة، ومنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب خاصة. علماً أن التحقيق السفري الذي تم إعداده على عجل، يستحيل اعتماد نتيجته بناءً على أن المتهم يكذب! وهذا غير مقبول شرعاً وقانونا وعقلاً ومنطقاً.. فهذا بند ينسف التحقيق بأكمله.. فالمتهم لم يعترف ولا توجد أدلة مادية يمكن الاستناد إليها حسب ما تم تداوله حول القضية، ولو سلمنا بأنهم مذنبون وأن القضية لصالح البريطاني فهل استعان رئيس الهيئات بجهات قانونية تحفظ حقوقه وحقوق العاملين في الجهاز، سواءً محلياً أم خارجياً، أم أن هذا الموضوع غير جدير بالاهتمام؟! وعود على "أعداء الفضيلة" فإنه ليس لدي أدنى شك بأن تلك الصحافة "الغبراء" ستُجيش الإعلام العالمي ضد المملكة كعادتها، ففي السابق كانت مجرد تُهم لم تثبت أما اليوم ففي أيديهم دليل مادي يُدين رئيس الهيئات ويدين جهازه، فهم ينظرون للهيئة على أنها عدوهم اللدود الذي يجب ابتزازه قبل إزالته بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة. بالمناسبة.. "هناك من يقول: إن جل هؤلاء من خريجي مؤخرات جموس الهيئة!". فعلى رئيس الهيئات توقع الأسوأ منهم! فبالرغم من روعة الأداء لجهاز الهيئة وندرة الأخطاء فإن هذا لم ولن يشفع لهم لأنهم يناصرون الفضيلة، في حين أن أصحاب الحملات المغرضة يعادونها، لأنها تمنعهم من تحقيق شهواتهم. أخيراً: أتمنى على رئيس الهيئات مشاهدة طرق تعامل الأجانب مع من لا ينصاع لرجال الأمن في بلادهم، وتخصيص شيء منه لزبائن الهيئة من كتاب الصحف "الغبراء" بحكم حبهم لكل ما هو غربي.. واحدة بواحدة والبادئ أظلم.