رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أمس الأحد، حفل تدشين صندوق دعم البحث العلمي في جامعة الملك سعود، وذلك في مقر الجامعة. وقال سموه في كلمة له "إن هذه المناسبة تختلف فهي مناسبة للتفاعل مع الوطن في كل أمر يخصه بالذات في مجال البحث العلمي ووجودنا هذا المساء، يشعرنا بالتقدير والاعتزاز لكل ذراع يٌمد للوقوف مع هذه الجامعة في مشوارها العلمي الذي نرجو أن يتحقق ونلمس تفوقه فالمشاركة في الصندوق واجباً وطني". وحث سموه رجال وسيدات الأعمال في الوقوف مع الصندوق الذي يؤدي دوره في خدمة الجامعة، وقال "نتطلع أن تكون جامعة الملك سعود على مستوى عالي في جميع المحافل، وننظر إلى المساهمة معها بكل تقدير واعتزاز، وسوف أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي يولي هذه الجامعة اهتماماً كبيراً تقريراً عن كل ما يتحقق من اجتماعكم هذا وأي تواصل مع الجامعة سيمتد في المستقبل إلى صندوق الجامعة في البحث العلمي الذي هو العصب الذي تنطلق منه الأمم في المجالات المتعددة بحيث تكون أموراً جميعاً على مستوى عالي من الدراسة والتقييم العلمي السليم وهذا سيتحقق بجهد ودعم الجميع". بدوره قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر "نعلن اليوم عن إطلاقِ مبادرةٍ نوعيةٍ هي (صندوقُ دعمِ البحثِ العلميِّ بجامعةِ الملكِ سعود) الذي يأتي استجابةً لمضامينِ برنامجِ التحولِ الوطنيِّ 2020، ورؤيةِ المملكةِ 2030 بالتركيزِ على تنويعِ مصادرِ الدخل، واستحداثِ مبادراتٍ تهدفُ إلى تقليلِ الاعتمادِ على الدعمِ الحكومي، فكانَ هذا الصندوقُ الذي يستهدفُ مساهماتِ الأفرادِ والقطاعِ الخاصِّ لتمويلِ مشروعاتٍ بحثيةٍ ذاتِ أولويةٍ وطنية، وتسجيلِ براءاتِ الاختراعِ التي سجلتْ فيها جامعةُ الملكِ سعود رقماً قياسياً بمئتينِ وخمسٍ وثمانينَ براءةَ اختراعٍ -(285)- في عامِ 2016م فقط، الأمرُ الذي جعلَهَا ضمنَ أفضلِ (100) جامعةٍ على مستوى العالمِ في هذا الشأن. ولاشك أن تأسيسَ هذا الصندوقِ سيضاعفُ تميزَ الجامعة، ويزيدُ أرقامَ إنجازاتِها " . وأضاف: "تدركُ الدولُ الحيةُ أهميةَ البحثِ العلميِّ في نهضتِها وتأسيسِ حضارتِها، وربما كانتْ أقدمُ الإشاراتِ على هذا الاهتمامِ تعودُ إلى أكثرَ من أربعِ مئةِ عامٍ بتأسيسِ بريطانيا في عام 1660م (الجمعيةَ الملكية) لتقومَ بدورِ المستشارِ العلميِّ للحكومةِ البريطانية، ثم تبعتْها كلٌّ من فرنسا والسويد في عام 1730م. وتابع العمر أن هذا يؤكدُ أن البحثَ العلميَّ مكوِّنٌ رئيسٌ في نهضةِ الدول، وبناءِ سياساتِها واقتصادِها وكلِّ أشكالِ خططِها، إنه ركيزةُ بناء، وشرطُ نجاح، وسلمُ تميز، وقاعدةٌ تتأسسُ عليها كلُّ صورِ بناءِ الحاضرِ والمستقبل. وليستْ حكومتُنا الرشيدةُ -أيدها الله- بمعزلٍ عن هذا التوجه، فها هي تدعمُ بسخاءٍ قطاعَ التعليمِ والجامعات، وها هي جامعةُ الملكِ سعود تستلهمُ هذا التوجهَ فتسارعُ نحوَ إعدادِ خطةٍ استراتيجيةٍ للبحثِ العلميِّ ترتبطُ مع مسارِ خططِ التنميةِ الشاملةِ التي تنفذُها حكومةُ خادمِ الحرمين الشريفين -حفظُه الله- بالتركيزِ على تأسيسِ منظومةٍ إبداعيةٍ تقودُ إلى الابتكارِ والتميز، وتأسيسِ البيئةِ المحفزةِ على البحثِ العلمي، مع الحرصِ على بناءِ سَعَةٍ بحثيةٍ غزيرةٍ ذاتِ أهميةٍ وطنيةٍ ملتزمةٍ بميثاقٍ قويمٍ لأخلاقياتِ البحثِ العلمي". من جهته بين المدير التنفيذي للصندوق الدكتور رشود بن محمد الخريف أن تحقيق اقتصاد مزدهر يتطلب قدرات تنافسية على مستوى عالي ودولي، وذلك من خلال إنتاج بحوث وابتكارات لافتاً إلى أن المملكة من ضمن قائمة الدول الأربعين الأكثر إنفاقاً على البحث والتطوير، ولكن النسبة لاتزال أقل بالنسبة للدول المتقدمة. وأفاد أن المملكة تنتج ثلث إجمالي البحوث المنشورة في الدول العربية المجتمعة، وجامعة الملك سعود حققت نشراً يقارب 4000 بحث خلال 2016م متقدمة على جميع الجامعات السعودية والعربية. وأشار رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض المهندس أحمد بن سليمان الراجحي إلى مجالات التشاركية بين الجامعات والقطاع الخاص مبيناً أنها واسعة وتحتاج إلى استثمار حقيقي منوهاً بالثقة في الجامعات بالمملكة وقدرتها على إحداث التغيير.