أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك بالحرم النبوي في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى بعد أن أنعم الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه. وأم المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح البدير الذي تحدث عن تعظيم الكتاب والسنة , موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل ، ومهنئًا إياهم بعيد الفطر المبارك . وقال فضيلته : إن من أصول أهل الإيمان أصحاب الحديث والسنة حفظة الدين وخزنته الذين سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف الماضين، تعظيم الكتاب والسنة, فالكتاب عدتهم والسنة حجتهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتهم يعلمون التوحيد والعقيدة وينصرون الشريعة ويهدمون البدع الشنيعة ويبغضون الحزبية الوضيعة, ولا ينسبون شخصاً أو كلاماً يوالون عليه ويعادون عليه غير الكتاب والسنة, وليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم, يعلمون أحواله ويعظمون أقواله يعتقدونها ويعتمدونها ويصدقونها ويقبلونها ويسلمون لها ولا يعارضونها, فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا : كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي). ودعا فضيلته المسلمين إلى اتباع نصوص الكتاب والسنة وفهمها كما فهمها إعلام الهدى أصحاب القرون المفضلة السابقون الأولون ,فمتى قامت الحجة وظهر الدليل على خلاف قول المقلد لم يجز ترك النص الصحيح , وتعظيم نصوص الكتاب والسنة وتقديمها والتمسك بها وإظهاراها. كما دعا فضيلته إلى نبذ البدع والخرافات ورد المحدثات والضلالات والبراءة منها ومن أهلها, موضحًا أن كل عبادة لادليل عليها من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهي عبادة مختلقة وطريقة مبتدعة وزيادة مخترعة ولو استحسنها من استحسنها، ومحذرًا من الارتكاس في حمأتها أو التدنس بضلالتها . وطالب فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين الشيخ صلاح البدير، بتعظيم الله حق تعظيمه وأن يقدروه حق قدره وأن يعبدوه حق عبادته وأن يوحدوه حق توحيده ولا يصرفون خالص حقه لغيره سبحانه وأن لايحلفو إلا بأسماء الله أو صفاته, وأن يلجأ إلى الله من أصابه هم أو وجع خالقه ومولاه فيدعوه لكشف ضره ,وأن يلتزموا الأذكار النبوية والرقى الشرعية ,محذرًا من يفعل المسلم ما يفعله بعض العوام من التعلق بالتمائم والعزائم والذهاب للسحر والمنجمين الذين يدعون علم المغيبات والتعلق بالأضرحة والقبور ودعوتهم من دون الله لأن كل ذلك شرك بالله سبحانه. وقال فضيلة الشيخ صلاح البدير إن بالإمامة والسلطان تحفظ البيضة وتصان الحوزة وتحمى الشريعة وتام السبل وينتظم الأمن ويعم الخير والعدل ويرتدع الظلمة ويعيش الناس أمنين مطمئنين. وأكد فضيلته أن طاعة أمام المسلمين فريضة فلا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين ولا قتالهم ولا إظهار الشناعة عليهم ولاتحريك القلوب بالسوء والفتنة ضدهم ومن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة وطريقة السلف , وقد خالف هذا المنهج السلفي الأصيل عصبة غاوية وحفنة شاذه شهرت سيوف الفتنة وجاهدة بالحادة والمضادة بعقيدة مدخولة وعقول مغسولة فكفرو وقتلو وفجرو وغدرو وماقامو به في منفذ الوديعة ومحافظة شروره فازهقوا فيها دماء معصومة من رجال أمننا ظلماً ومكراً ,سائل الله لرجال أمننا الشهداء الذين قضوا في ذلك الاعتداء الآثم بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جنانه. وفي ختام خطبته حث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح البدير المسلمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوبة والحفاظ على الصلوات الخمس الفروضه والعفو عن من ظلم ووصل الرحم ولا منع العمّال والخدم حقوقهم, وعدم التعامل بالربا, وعدم أكل أموال اليتامى والأموال العامة.