أبارك للجميع من آباء وأمهات القرار السامي الكريم الذي يحظر الإعلان عن أي مشروب طاقة أو القيام بالحملات الدعائية أو الترويجية له في أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، أو أي وسيلة أخرى، كما يحظر بيعها في المطاعم والمقاصف في المنشآت الحكومية والمنشآت التعليمية والصحية والصالات والأندية الرياضية الحكومية والخاصة. وهو بلا شك يتزامن مع الحملة العالمية للتوعية بآثار مشروبات الطاقة وتأثيرها على شباب المستقبل وعماد الوطن. فتعالوا معا نسبر غور مشروبات الطاقة: ما هي؟ وما خطورتها؟ مشروبات الطاقة هي مشروبات غازية أو غير غازية موجودة في السوق العالمي منذ أكثر من 35 سنة ويوجد منها أكثر من 500 صنف، وتحتوي على الكافيين بنسبة عالية مع السكريات والأحماض الأمينية وبعض مشتقات فيتامينات (ب). وأخطر هذه المركبات هو الكافيين؛ فعلبة (ريد بل) مثلا تحتوي 32 ملغ كافيين في كل 100 مل (80 ملغ في العلبة)، بل إن أحد أنواع مشروبات الطاقة FT يحتوي 3000 ملغ في العلبة الواحدة والمونستر 2500 ملغ، وبعضها يحتوي مواد منشطة مثل التاورين والأنسيتول والكافيين والأفيدرا وأعشاب مثل جذور الجنسينج والجوران وغيرها. ويعتبر الكافيين من منبهات القلب والدماغ حيث يتم امتصاص الكافيين خلال 15 دقيقة من تناوله ويصل قمة تركيزه في الدم حوالي 45 دقيقة من بدء التناول، ويظل الكافيين حوالي ثلاث إلى أربع ساعات في الدم ويقل تدريجيا حتى يصل إلى نصف تركيزه الابتدائي (العمر الزمني النصفي للكافيين 3-4 ساعات). أما خطورته فتكمن في أن التركيز العالي منه يسبب الإدمان وتسارع نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة فترة توصيل الكهرباء خلال القلب QT قد يسبب عند بعض الأشخاص تسارعا بطينيا torsades في نبضات القلب وبالتالي يسبب توقف القلب وإذا لم ينعش في الوقت المناسب تكون الوفاة المفاجئة قد حصلت، وهي تحدث لدى بعض الأشخاص النادرين لأن تأثير الكافيين على كهرباء القلب من التأثيرات النادرة لذلك المنبه القلبي العصبي. ولكن المشكلة تكمن في أنه لا يمكن التنبؤ من سيكون عرضه لتلك التأثيرات أكثر من غيره؟؟… ومن الطرق الأخرى أنها تثير كهرباء الدماغ وتسبب نوبات صرع وتشنج وتؤدي للوفاة إذا لم تعالج أو حصلت خلال مسابقات رياضية مثل السباحة أو الطيران…إلخ. وخطورة مشروبات الطاقة لا تقتصر على الوفيات -وإن كانت نادرة جدا- وهي تحدث غالبا بإحدى الطرق التالية: الأولى: أن يكون لدى الشخص مشكلة سابقة في القلب سواء كان على علم بها أم لا مثل طول فترة QT, الضعف الشديد للعضلة، الضغط غير المتحكم به، تضيق شرايين القلب الخفي (يحدث بدون أعراض)، أو تشوهات وراثية في شرايين القلب تجعل المريض عرضة للوفاة عند زيادة الجهد. الثانية: أن يكون بسبب مواد أخرى أخذت مع مشروبات الطاقة مثل الكحوليات وحبوب الكبتاجون المنشطة، وبعض أنواع الهيروين… إلخ. الثالثة: أن يكون الجهد الذي أخذت لأجله تلك المشروبات لزيادة أداء الجسم (في جهد لا يستطيعه عادة) هو القشة التي قصمت ظهر البعير. الرابعة: أن يكون سببا لاستثارة الصرع والتشنج غير المتحكم به وبالتالي توقف التنفس. وأكثر فئات المجتمع تعرضاً لمضاعفات مشروبات الطاقة هم الشباب أقل من 16 سنة وكبار السن فوق 60 سنة ومرضى القلب والسكري والحوامل والأم المرضعة والرياضيين أثناء ممارسة الرياضة والأشخاص الذين يعانون من حساسية لمادة الكافيين أو بعض مكونات هذه المشروبات أو يتناولون أكثر من علبة يوميا. والخلاصة: أن أبناءنا أمانة في أعناقنا يجب المحافظة عليها ورعايتها صحيا وفكريا ونفسيا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. الدكتور خالد النمر