لا تزال أجواء الصدمة والذهول تسيطر على مشاعر الجازانيين الذين فجعوا بحادثة قتل ثلاثة أشقاء لوالدهم إثر اتهامهم له بالتحرش جنسياً بشقيقتهم العشرينية في منزل الأسرة الواقع في إحدى القرى شرق محافظة أبو عريش. وفيما بدأ الأهالي يستوعبون التطورات المتسارعة للقضية التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، برز على الساحة جدل كبير بين السكان، حيث انقسم الأهالي ما بين مؤيد ومعارض لفعلة الأشقاء الثلاثة، حيث رأى البعض أن تصرفهم صائب وأن الحق معهم في إقدامهم على قتل أبيهم الذي قام بالتحرش بابنته، فيما رأى آخرون أن ما أقدم عليه الأبناء الثلاثة بحق والدهم مرفوض وغير مقبول تماماً، وأنه كان عليهم فقط الإبلاغ عن تصرفات أبيهم غير السوية للجهات الأمنية، وترك القضاء يأخذ مجراه في هذه القضية. وعلى خلفية أجواء الجدل والصدمة والذهول، لا تزال الجهات الأمنية تتحفظ على المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيق، حيث أوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان بالنيابة النقيب عبدالرحمن بن سعد الزهراني أن شرطة محافظة أبو عريش ما تزال تتحفظ على الجناة الثلاثة الذين أقدموا على ضرب أبيهم إلى أن فارق الحياة، مضيفا أن جثمان الأب سيبقى في ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان إلى أن يتم عرضه على الطبيب الشرعي وتشريحه للتأكد من نوع الإصابات التي تعرض لها وتسببت في وفاته. مبينا أن التحقيقات الأمنية الأولية أشارت إلى اعتراف أحد الأبناء الثلاثة بفعلته ومشاركته في قضية الاعتداء بالضرب على والده. وعن الأسباب الحقيقية وراء قضية الاعتداء أفاد النقيب الزهراني بوجود خلافات عائلية أدت إلى وقوع هذه الحادثة بين الأب وأبنائه الثلاثة، وأن التحقيقات ما تزال مستمرة معهم لمعرفة الحقيقة. ومن الناحية الشرعية نقلت صحيفة "الوطن" في عددها الصادر اليوم الاثنين تأكيد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي بن عباس الحكمي أن من قتل أباه أو أمه عمدا فلا خلاف بين أهل العلم في وجوب الاقتصاص منه، بل هو أولى بذلك من غيره، لأنه جمع بين العقوق والقتل العمد، ولا يقبل منه أي مبرر مهما كان السبب، وأما الأب المتحرش فيستحق من ولي الأمر أشد أنواع التعزير حسب حال الجريمة وشدة أثرها الحسي والمعنوي. يشار إلى أن الأب المجني عليه كان موقوفاً في شرطة محافظة أبو عريش على خلفية اتهام من أبنائه بتحرشه جنسياً بابنته العشرينية، وعند خروجه بكفالة بعد توقيفه قرابة أسبوعين وقبل وصوله للبيت شاهده ثلاثة من أبنائه الذكور فأوقفوه وأمسكوا به وانهالوا عليه ضربا بهراوات على أنحاء متفرقة من جسده ليتعرض إلى إصابات خطيرة وكسور بأضلاعه وتهشم في رأسه ووجهه، مما جعله يسقط مغشيا عليه في مشهد أمام أبنائه الجناة ليتدخل عدد من أقاربهم ويحملوا الأب المجني عليه ويسعفوه إلى مستشفى أبو عريش العام والذي عمد إلى تحويله إلى مستشفى الملك فهد المركزي بجازان لخطورة الإصابات التي تعرض لها ومنها النزيف الحاد بالدماغ، حيث بقي بقسم العناية الفائقة أياما قليلة لتثبت التقارير الطبية أنه توفي دماغيا. وأوضحت المصادر أن الأب كان يعمل رجل أمن وتقاعد عن عمله مبكرا وله مجموعة من الأولاد ذكورا وإناثا ويعيشون كلهم في منزل واحد بسيط بقرية تتبع محافظة أبو عريش، وأن من بين الجناة الثلاثة طالبا جامعيا بكلية الشريعة وآخر خريج من المرحلة الثانوية.