يرى باحثون أن الهواء داخل المنازل يكاد يكون ملوثاً أكثر بخمس مرات من الهواء خارج المنزل، فالأجواء في الأماكن المغلقة تحتوي غالباً على 900 مركب عضوي قد تشمل بعض المواد الكيماوية الضارة مثل: الفورمالدهايد، والمركبات العضوية المتطايرة من المنتجات البتروكيماوية، ورائحة الدهانات، والمواد الكيماوية الموجودة في معظم الأقمشة. كل ذلك يستوجب من المرء أن يسمح للهواء النقي من الخارج بتجديد هواء الغرف، وتبين أبحاث وكالة ناسا أن العديد من النباتات المنزلية قادرة على الحد من السموم الضارة في الجو، مثل: البنزين، الذي يعد أحد مسببات السرطان، ويمكن إيجاده في العديد من المواد اللاصقة، والمذيبات، والدهانات، والأدوات الفنية. الفورمالدهايد أيضاً عامل مسبب للسرطان، وتنجم هذه المادة عن انبعاثات من الأثاث والسجاد، أما الترايكلوروثايلين (ثلاثي الكلور) فهو مذيب يستخدم مع القطع المعدنية، والتنظيف الجاف، وفي الطلاء ومزيلات الطلاء. في حين أن مادة التولوين نجدها في طلاء الأظافر ومزيل طلاء الأظافر، وغيرها من المواد التي قد تلوث أجواء الغرف. ويمكن أن تسبب هذه المواد الكيماوية العديد من الأعراض للمرء من ضمنها: الغثيان، والصداع، والسعال، والإعياء، وجفاف الجلد، والتهابات الحنجرة وغيرها من المشاكل الصحية. وتوصي "ناسا" بوضع نبتة خضراء واحدة كحد أدنى داخل المنزل والمكاتب؛ لتحسين نوعية الهواء الداخلي. وبالإضافة إلى دورها الكبير في تنقية هواء المنزل فالنباتات المنزلية تعطينا درسا كبيراً في الاعتناء، وحفظ الأشياء كما أنها تجعلنا أكثر ذكاء. ووفق دراسة جديدة نشرتها مجلة البيئة السيكولوجية، فإن الاحتفاظ بالنباتات في مكان العمل يزيد من درجة الانتباه لدى الفرد؛ وهذا يعني أننا سوف نتذكر الأشياء التي نقرأها أكثر من ذي قبل، ولاختبار هذه الفرضية قام الباحثون باختيار عينة لإجراء التجربة عليها وقسموها إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى كانت في غرفة تضم مكتباً لا يوجد عليه نباتات، بينما المجموعة الثانية جلست على مكتب احتوى على 4 قوارير مزروعة بنباتات مختلفة. وقام الباحثون بقراءة جمل بصوت عالٍ وكان على المجموعتين أن تتذكرا آخر كلمة في الجملة، والنتيجة كانت أن المجموعة التي كانت محاطة بالنباتات تذكرت الكلمات أكثر من المجموعة الأخرى وحتى الآن لم يتوصل الباحثون إلى السبب العلمي لذلك، ولكن هذا يضيف للنباتات فائدة نوعية جديدة وهي زيادة نسبة التركيز والذكاء لدى الأفراد.