بسم الله الرحمن الرحيم لا ريب أن القنوات الفضائية الشرعية الملتزمة قد سدت ثغرةً عظيمة كانت القنوات الخبيثة المنحرفة تُدخل منها شرَّها وفجورها على الأُسَر المسلمة، فأسأل اللهَ لأصحاب تلك القنوات الأجرَ العظيم والتوفيق في مسعاهم المبارك. والحق أنه لا يخلو عمل بشري من نقص، ولذا شرع ديننا النصيحة والتناصح بين المسلمين لتلافي الأخطاء وتصحيح المسيرة. وفي مجال القنوات الفضائية الشرعية النقية من الفساد فإنني مشغول الخاطر منذ زمن ليس بالقصير فيما يتصل بالقنوات المخصصة للأطفال وهي قنوات سدت مسداً مهماً وأسدت للأسر المسلمة معروفاً يذكر فيشكر. وقنوات الأطفال النقية لي عليها بعض المآخذ أرفع إحداها هنا وأراها أهم تلك المآخذ، راجياً من أحبتنا في القنوات النظر إليها بعين الاهتمام لا الإهمال.. ومن شروط العمل الناجح ألا يهمل وجهات النظر المتعلقة به من أي طرف جاءت، لأن في ذلك الخيرَ لتحقيق النجاح وتلاقي العثرات. والمسألة التي أطرحها اليوم بين يدي قنوات الطفولة وأصحابها والقائمين عليها من الأحبة الفضلاء هي: التركيز الشديد في تلك القنوات على الفتيات الأطفال دون الأطفال الذكور في هذه القنوات صوتاً وصورة.. فالأناشيد تؤديها فتيات وأحياناً نساء ناضجات سواء الأناشيد التعليمية أو مقدمات البرامج أو الأناشيد المستقلة – ومعلوم ما في صوت المرأة البالغة حين يكون نشيدا من المخالفة الشرعية- وهذا خطر على الفتاة المسلمة، فالفتاة منذ الصغر يجب أن تعود على الستر والحجاب والحياء، وظهور الفتيات ولو كنَّ صغيرات في القنوات-صوتاً أو صورة أو هما معاً- يعودهن ويربيهن على حب الظهور والتعلق بالشهرة والمدح وحب الشهرة والمدح أمر مغروز في الإنسان، والخشية من تغلغل هذا الشعور في النفس حتى لا تطيق الفتاة التخلص منه ولربما استمرت في هذا الظهور بعد بلوغها، وهذه نتيجة لا ترضي حتما تلك القنوات والغيورين القائمين عليها، وقد حدث هذا في برامج للأطفال لها صفة دينية كانت تعرض في قنوات عامة ثم تعلقت بعض الطفلات فيها بالشهرة وحب الظهور على الشاشات حتى صارت ممثلة والعياذ بالله. فمن الواجب أن تراعى هذه المسألة، وأن يكون الظهور في القنوات للأطفال الذكور نشيداً وصوتاً وصورة، لتعويد الطفل الذكر على الظهور فهو المؤهل له شرعاً وعقلاً.. ومن المهم الالتفات إلى مسألة مهمة وجوهرية ومحيرة وهي أن الطفلة أو الفتاة أكثر جرأة في زماننا هذا من الفتى وأكثر إتقاناً للدور الإعلامي خاصة، وهذه مسألة في غاية الخطورة تدل على خطأ جسيم في التربية، فالمفروض أن العكس هو الحقيقة القائمة، وهنا يأتي دور قنوات الأطفال في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل الذكر وإكسابه مهارات التواصل والإجادة للدور المنوط به، وهي مهمة إن لم تتقدم لها قنوات الأطفال الشرعية المبجلة والقائمون الفضلاء عليها فمن يتقدم لها؟ خاصة وأن تقديم الفتى وتدريبه على القيام بالأعباء العامة التي تقتضي الظهور والتصدر والقيادة مطلب شرعي واضح، وفي الوقت عينه تربية الفتاة على الستر والحجاب والبعد عن أعين الرجال ومجامعهم. وفّق اللهُ القائمين على هذه القنوات لكل خير وجزاهم خير الجزاء.